ضيق الحوثيون الخناق الاربعاء بشكل كبير على مدينة عدن اذ سيطروا على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية في شمال المدينة ويستمرون بالتقدم نحوها، فيما تم نقل الرئيس المعترف به دوليا الى “مكان آمن” قبيل استهداف القصر الرئاسي بغارة جوية بحسب مصادر امنية.
واكد مصدر قريب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ان الاخير نقل الى “مكان آمن في عدن” في ظل تقدم المسلحين الحوثيين نحو المدينة الجنوبية، فيما اغلق مطار المدينة بسبب الاوضاع الامنية.
وقال المصدر لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان هادي “انتقل الى مكان آمن في عدن ولم يغادر البلاد” بعد انتشار معلومات عن مغادرته اليمن.
وفي وقت لاحق، نفذت طائرة حربية غارة على مجمع القصر الرئاسي مطلقة ثلاثة صواريخ باتجاهه.
وقال المصدر ان “طائرة اطلقت ثلاثة صواريخ على مجمع القصر ثم صدتها المضادات الارضية”، فيما شوهدت اعمدة الدخان تتصاعد من المكان دون ان يتبين سقوط ضحايا.
والقصر الرئاسي في عدن التي اعلنها هادي عاصمة مؤقتة للبلاد بعد انتقاله اليها من صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، تعرض يوم الخميس الماضي لغارة ايضا.
من جهتهم، اكد الحوثيون انهم “اعتقلوا” وزير الدفاع الموالي لهادي محمود الصبيحي في محافظة لحج الجنوبية.
وقال المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام في تصريحات عبر قناة المسيرة التابعة للحركة الشيعية ان محمود “الصبيحي تم اعتقاله في مدينة الحوطة” عاصمة لحج، مؤكدا انه “تم نقله الى صنعاء وهو بيد القوات المسلحة”.
وكان الصبيحي انشق عن الحوثيين بعد ان عينوه رئيسا للجنة الامنية التي يفترض انها تدير شؤون البلاد بموجب الاعلان الدستوري الذي فرضون مطلع شباط/فبراير، والتحق بهادي في عدن.
وفي شرم الشيخ، طالب وزير الخارجية اليمني الموالي لهادي رياض ياسين بتدخل عسكري عربي عاجل لمنع الحوثيين من السيطرة على عدن.
وقال الوزير اليمني للصحافيين في منتجع شرم الشيخ حيث تعقد القمة السبت على البحر الاحمر “سنطلب من القمة القادمة ان يكون هناك تدخل عاجل”. وعندما سئل ان كان التدخل عسكريا اجاب “تدخل عسكري”.
وكان مصدر عسكري لوكالة فرانس برس اكد الاربعاء ان المسلحين الحوثيين سيطروا على قاعدة العند الجوية الاستراتيجية الواقعة شمال مدينة عدن التي يتحصن فيها الرئيس اليمني المعترف به دوليا.
واجلت الولايات المتحدة قبل ايام العشرات من عناصر القوات الخاصة الذين كانت تنشرهم في هذه القاعدة.
وقال المصدر العسكري لوكالة فرانس برس ان “الحوثيين (المتحالفين مع القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح) سيطروا على قاعدة العند الجوية” الواقعة في محافظة لحج الجنوبية.
واضاف المصدر ان المسلحين الحوثيين “تمكنوا من السيطرة على القاعدة بعد اشتباكات محدودة”.
كما ذكر ان الحوثيين باتوا على مشارف على مدينة الحوطة عاصمة لحج، اي انهم باتوا على بعد حوالى 30 كيلومترا فقط من مدينة عدن.
واصبح الحوثيون يضيقون الخناق بشكل كبير على مدينة عدن وهم يسيطرون على مناطق في تعز، المدينة الكبيرة شمال عدن، وعلى مناطق في الضالع ولحج المحيطتين بعدن.
كما “بدات افواج من الحوثيين تتوافد الى ميناء المخاء” المطل على باب المندب غرب عدن.
وحض الرئيس اليمني مرة جديدة الثلاثاء مجلس الامن الدولي على تبني “قرار ملزم” من اجل وقف تقدم ميليشيات الحوثيين الى مدينة عدن.
وفي رسالة الى رئيس مجلس الامن السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر، رسم الرئيس هادي صورة قاتمة للوضع. وقال خصوصا انه يخشى ان “تستغل القاعدة عدم الاستقرار الحالي من اجل زيادة الفوضى وجر البلاد نحو مزيد من العنف والتفكك”.
وبعد ان تحدث عن “مبدأ الدفاع عن النفس المنصوص عليه في شرعة” الامم المتحدة، طلب الرئيس هادي من مجلس الامن “اتخاذ تدابير تحت الفصل السابع لردع الميليشيات الحوثية”.
ودعا “جميع الدول التي ترغب الى تقديم مساندة فورية الى السلطة الشرعية بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وردع عدوان الميليشيات الحوثية المتوقع في اي ساعة على مدينة عدن” التي لجأ اليها.
وقال دبلوماسيون في مجلس الامن ان اي اجتماع جديد حول اليمن ليس مقررا في هذه المرحلة.
واشار هادي ايضا في رسالته الى انه تشاور مع دول مجلس التعاون الخليجي من اجل “تدخل عسكري” ضد الميليشيات الحوثية.
وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت السعودية مستعدة لمساعدة هادي عسكريا، قال وزير خارجيتها سعود الفيصل الاثنين انه اذا لم يتم التوصل الى حل سياسي، فان دول المنطقة ستتخذ “الاجراءات” الضرورية من اجل “حماية” مصالحها بوجه “العدوان”.