وافقت الحكومة الإسرائيلية اليوم على سفر شمعون بيريس إلى حفل خاصّ في الفاتيكان باشتراك رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والبابا فرنسيس، وهو دعوة للسلام للمؤمنين اليهود، المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم.
ورغم أنّ موافقة الحكومة الإسرائيلية كانت متوقعة، فقد رافقها قلق من المسّ بصورة إسرائيل. وتعيش إسرائيل في هذه الأيام في ذروة الصراع حول شرعية الحكومة الفلسطينية والاعتراف العالمي بها، والظهور العلني الذي يربط بيريس بعباس من شأنه أن يمسّ بالصراع نفسه.
من جهة أخرى، علمت الحكومة الإسرائيلية أنّ إفشال وصول بيريس لحفل بدعوة من البابا، والذي عُرّف بأنّه “صلاة مشتركة من أجل السلام”، سيكون ضربة قاسية لصورة إسرائيل حول العالم وسيعرضها كرافضة للسلام.
بعد عدّة أيام من مناقشة الموضوع في غرف الاجتماعات، وافق اليوم وزراء الحكومة على السفر بتصويت هاتفي. أجرى وزير الاتّصالات الإسرائيلي، جلعاد أردان، الذي يعتبر صاحب موقف قوي في السياسة الإسرائيلية، مقابلة مع إذاعة الجيش وأوضح أنّه صوّت لصالح سفر بيريس احترامًا له وللبابا.
ومع ذلك، قال أردان إنّه يعتقد أنّ بيريس سيكون بحاجة إلى دراسة سفره من جديد، بسبب انضمام عباس لحماس، مؤكّدًا: “قبل الصلاة، على بيريس أن يعبّر عن تحفُّظه من الانضمام إلى تنظيم الإرهاب والقتل هذا”، وأضاف: “على بيريس أن يوضّح لماذا لا يمكّن هذا الانضمام من استمرار المفاوضات السياسية”. فربما فعلا تستطيع الصلاة فقط أن تقدّم عملية السلام”.
سيكون سفر بيريس إلى الفاتيكان هو اللقاء الثاني لشخصية إسرائيلية مسؤولة مع عباس بعد أن أعلنت إسرائيل أنّه لن تكون هناك محادثات مع السلطة الفلسطينية. فقد التقت تسيبي ليفني قبل ثلاثة أسابيع مع عباس في لندن، ولكن الحكومة الإسرائيلية سارعت في الإعلان بأنّ ليفني مثّلت نفسها فقط في ذلك اللقاء.
الحاخامات يعارضون الصلاة: سينعقد الحفل في حديقة الفاتيكان
كما ذكرنا، فسيستضيف البابا بيريس وعباس في الفاتيكان مع بعثة من الحاخامات، رجال الدين المسيحيين والأئمة الكبار للمشاركة في حفل دعوة للسلام للمؤمنين من اليهود، المسلمين والمسيحيين في أنحاء العالم.
وأساسًا، كان من المفترض أن تقوم صلاة مشتركة، ولكن الحاخام الرئيسي في إسرائيل، يتسحاق يوسف، طلب عدم إقامة الصلاة، وإنما حفل دعوة للسلام في مكان لا يحوي رموزًا دينيّة مسيحيّة؛ لأنّ الديانة اليهودية تحظر ذلك. ولقد استُجيبَ لهذا الطلب، وسيُجرى الحفل في حديقة الفاتيكان، والتي لا تحوي رموزًا دينية ولا تستخدم كمدان للصلاة.
وسينعقد الحفل بنمط فريد، يجمع ويكرّم الديانات الثلاث. سيتضمّن دعوة خاصّة تُخصّص لكلّ دين على حدة، اليهودية والمسيحية والإسلام: سيقرأ الحاخامات آيات عن السلام في الكتاب المقدّس، والمسيحيّون من العهد الجديد، والمسلمون من القرآن.