في مقال رأي استثنائي نُشر في صحيفة “نيويورك تايمز” هذا الأسبوع (13.09.16)، حصل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، على منبر ليُهاجم بحرية السعودية وعلاقاتها الخارجية مع الولايات المتحدة الآخذة في الازدياد.
اتهم ظريف السعوديين قائلا إنهم يقنعون الغرب أن إيران مسؤولة عن سفك الدماء في الشرق الأوسط وتدعم الإرهابي العالمي. وذلك في الوقت الذي يستخدم فيه السعوديون الأرباح من سوق النفط لتمويل وتسليح المنظمات الإرهابية مثل القاعدة (أو أذرع التنظيم، مثل جبهة النصرة)، وفق ادعاءاته.
حاول وزير الخارجية الإيراني الادعاء أن الصراع الديني بين السنة والشيعية لم يؤدِ إلى سفك الدماء في الشرق الأوسط، بل الأيدولوجية الوهابية، التي ينشرها السعوديون في أنحاء العالم في العقود الثلاثة الأخيرة، هي التي أدت لذلك حسب ادعائه. وكتب أيضا أن المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط (وجميعها سنية وفق أقواله)، بدءا من القاعدة في سوريا وصولا إلى بوكو حرام في نيجيريا، قد حصلت على إلهام العمل من “ثقافة الموت” وفق المذهب الوهابي.
دعا ظريف عبر الصحيفة المجتمع الدولي إلى فحص قنوات تمويل التنظيمات ذات الأيدولوجية المتطرفة وتسليحها، واتخاذ خطوات ضد مؤمني الوهابية، والتي سمّاها “تعصّبا بدائيا وخطيرا”.
ليس سرا أن الصراع الإيراني السعودي يحتدم في الآونة الأخيرة. ومن بين الذروات الجديدة في تدهور العلاقات العدائية بين الدولتين، يمكن أن نذكر تبادل التهم الخطير بين خامنئي ومفتي السعودية، وعدم إرسال إيران الحجاج إلى مكة هذه السنة.
والمثير للدهشة هو الخطوة الاستثنائية لصحيفة “نيويورك تايمز” التي قررت منح منبر لظريف بعد سنوات صرح فيها تصريحات إشكالية تجاه الولايات المتحدة. يبدو أن المقال قد نُشر استنادا إلى اللوبي المؤيد لتطبيع العلاقات بين أمريكا وإيران، إثر التوقيع على الاتّفاق النوويّ بين البلدين.