بعد حوالي عشر ساعات على عملية الدهس في القدس، التي أدت إلى مقتل ضابط حرس الحدود جدعان أسعد من بيت جن وجرح 13 آخرون، قام سائق فلسطيني بدهس مجموعة من الجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية ما ادى الى جرح ثلاثة منهم، واحد بحالة خطرة. وفي الحادثة الأولى، صرحت الشرطة أن السائق المنفذ هو فلسطيني من سكان القدس الشرقية.
لقد أشادت حركة حماس بالعملية في القدس وفي بيان نشرته قالت إن العملية هي “رد فعل طبيعي” على جرائم إسرائيل والانتهاكات التي تقوم بها في القدس والحرم القدسي الشريف ومهاجمة المصلين وطرد الفلسطينيين سكان القدس”.
طالبت حماس من سكان القدس وكل الفلسطينيين في الضفة الغربية أن تقوم بعمليات مقاومة وأن تصد الجنود والمستوطنين “بكل القوة كي نحمي الأقصى وحق الشعب الفلسطيني من غير حسبان لثمن التضحية حول هذه القضايا”.
قبل أسبوعين قُتلت رضيعة إسرائيلية وفتاة من الإكوادور، في عملية دهس إرهابية في محطة القطار الخفيف في شمال القدس. أُطلقَ على سائق المركبة، عبد الرحمن الشلودي، من سكان سلوان، الرصاص حين حاول الفرار، فأصيب إصابة بالغة، وبعد عدة ساعات مات متأثرا بجراحه. لقد قضى السائق مؤخرا 16 شهرا في أعقاب تجاوزات أمنية، وانضم إلى حماس في فترة اعتقاله.
عمليات الدهس الإرهابية معروفة جيدا للأجهزة الأمنية الإسرائيلية. لقد تحول هذا النوع من العمليات إلى طريقة شائعة عند الشباب الفلسطينيين، وخاصة من القدس الشرقية، ضد قوات الأمن والمواطنين الإسرائيليين في المدينة.
خلافا لعمليات إرهابية أخرى، مثل عمليات إطلاق النار، أو العمليات الانتحارية، التي تتطلب معدّات خاصة وتدابير، فإن عملية الدهس تتطلب مركبة، يمكن الحصول عليها بسهولة. لذلك تتم عملية الدهس كثيرا بمبادرة شخصية من منفذ العملية، بلا تنظيم يساعده في التخطيط للعملية. وهذا هو أحد الأسباب التي من الصعب على القوات الأمنية والاستخبارات الإسرائيلية توقع هذه العمليات ومنع تنفيذ قبل أن تحدث لأن المعلومات الاستخباراتية غير متوفرة تقريبا. هذه المبادرة الشخصية من هذا النوع لا تعتمد على التنظيم والتسلح من أجل تنفيذها.
جرت عملية الدهس الأولى التي وثقت في تاريخ الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في شباط 1987، إذ اصطدم منفذ عملية إرهابية بمركبته مع دورية عسكرية إسرائيلية في مخيّم اللاجئين عسكر في نابلس. في نفس الحادث أصيب عدة جنود قبل أن تطلق قوات الأمن النار على المنفذ. مات أحد الجنود من متأثرًا بجراحه بعد سنة ونصف من الحادثة.
ازدادت عمليات الدهس الإرهابية في سنوات التسعينات، بعد توقيع معاهدة أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل وتأسيس الأجهزة الأمنية الفلسطينية للسلطة الفلسطينية. وحتى بعد الانتفاضة الثانية تمت بعض المحاولات لبعض الأفراد لتنفيذ بعض عمليات الدهس بواسطة معدّات ثقيلة مثل التراكتورات والحفارات الكبيرة في القدس. هدف استعمال نوع كهذا من المركبات معد لإحلال ضرر أكبر وزيادة عدد المصابين. انتهى كل حادث كهذا تقريبا بقتل السائق على يد القوى الأمنية من حرس الحدود أو الجنود والشرطة، الذين كانوا في المنطقة.
منذ بدء سنة 2014، نُفذت أربع عمليات دهس من هذا النوع وأدت إلى إصابة أكثر من 30 شخصا وقتل أربعة مواطنين بينهم طفلة. يدور الحديث عن زيادة مقلقة من ناحية القوى الأمنية وقوات الشرطة الإسرائيلية. من أجل المقارنة في سنة 2013، جرى حادث دهس أصيب خلاله جندي واحد وقُتل المنفذ. لم يتم التبليغ سنة 2012 عن أي حادث دهس، وفي سنة 2011 وقع حادثا دهس، كلاهما في مدينة تل أبيب.