لقد شغل السؤال مَن أطلق الصاروخ الذي تسبب في إحراج كبير في إسرائيل يوم الجمعة الماضي (30 كانون الأول)، بال الاستخبارات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة. وبعد الحادث، اتهم وزير الدفاع ليبرمان، إيران، مما أثار العديد من التساؤلات في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
هذا الصباح (الأربعاء)، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن الجهاد الإسلامي، وهو تنظيم تموله إيران كليا، هو الذي أطلق الصاروخ. وتستند هذه التقديرات إلى عاملين: الأول- نوع السلاح الذي أطلِقَ، لأنه مماثل لسلاح إيراني آخر كان قد أطلقه الجهاد الإسلامي في وقت سابق، والثاني -حقيقة أن الحادثة وقعت أثناء احتفال بعيد ميلاد شاؤول أورون – وهو توقيت محسوب ومخطط له.
وتجدر الإشارة إلى أن الجهاد الإسلامي لم يعلن مسؤوليته حتى الآن، ربما كجزء من اتفاقه مع حماس ولكي لا يورط “الحركة”.
ردا على ذلك، هدد أدرعي التنظيم بشكل مباشر وقاطع: “إذا كان الجهاد الإسلامي بالفعل يقف وراء عملية الإطلاق فهذا يعني أن قيادة الحركة مستعدة للمخاطرة واستهداف قيادتها وبنيتها التحتية في قطاع غزة وخارجها. كما يشير ذلك إلى الصعوبة التي تواجهها حماس في السيطرة على هذا التنظيم”.
في الأسابيع الأخيرة، مع اشتعال الوضع في قطاع غزة، ما زالت إسرائيل تدعي (بما في ذلك رئيس الأركان الإسرائيلي الذي تحدث أمس) أن حماس ليست معنية بالتصعيد وأن المنظمات الصغيرة هي التي تدفعها إلى ذلك. إن الإعلان عن تورط الجهاد في إطلاق النار يثير تساؤلات حول هذه الفرضية، لأن حماس والجهاد يميلان إلى أن يكونا منسقين إلى حد ما. وعلى أية حال، فإن هذا التطور لا يبشر بالخير فيما يتعلق باحتمال استعادة الهدوء في الحدود بين إسرائيل والقطاع.