في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، لا سيما في الاستخبارات الإسرائيلية، يسود شعور من الإحباط من الجيش المصري الذي يصعب عليه التغلب على داعش في شبه جزيرة سيناء. يعود الإحباط تحديدا إلى حقيقة أنه رغم أن الجيش والاستخبارات المصرية حظيت في السنوات الماضية على مساعدة من جهات استخباراتية غربية كثيرة، ووفق النشر في وسائل الإعلام الأجنبية حظيت على مساعدة إسرائيل، لا تزال هذه الجهات تفشل في هزيمة داعش.
كتب المحلل للشؤون الاستخباراتية، يوسي ميلمان، في صحيفة معاريف أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن مصر لن تنجح في اجتثاث الخلايا الإرهابية في مصر حتى نهاية عام 2018. حقق نظام السيسي، إنجازات كثيرة هذا العام في العمل ضد خلايا داعش الإرهابية، التي ترتكز تحديدا في شمال سيناء، في المناطق الواقعة بين رفح، الشيخ زويد، والعريش. انخفض عدد العمليات الإرهابية التي نفذها الإرهابيون كثيرا، ولكن لم يتم هزيمة داعش كليا.
انضمت إلى حرب مصر ضد الإرهاب هيئات استخباراتية تابعة للولايات المتحدة (الـ CIA ، NSA الاستخبارات الفرنسية، الـMI6 الاستخبارات البريطانية ، الـ ND الاستخبارات الاتحادية الألمانية) ووفق النشر انضمت جهات كثيرة أخرى خارج البلاد، بما في ذلك الاستخبارات الإسرائيلية: شعبة الاستخبارات في الجيش، الشاباك الذي يشغّل شعبة تُعنى بسيناء، الموساد، وسلاح الجو. كان عنوان النشر في مجلة المعلومات الفرنسية “إنتلجنس أونلاين” هذا الشهر (تشرين الثاني 2018) أنه “رغم المساعدة الإسرائيلية الكبيرة، ما زال من الصعب على مصر العمل في سيناء”. جاء في المقال أنه رغم الهجوم المستمر الذي يشنه الجيش المصري بالتنسيق مع إسرائيل، لا يزال ينشط نحو ألفي إرهابي في سيناء. كما ورد في مقالات سابقة، حصل الإرهابيون، البدو المحليون، على دعم من مقاتلي داعش الأجانب الذين فروا من معارك القتال في سوريا والعراق، التي لحق بهم فيها ضربة قاضية. تعبيرا عن الضائقة المتزايدة، وصل مرة أخرى قبل أسبوعين وزير الدفاع المصري، محمد زكي لزيارة قواته. الهدف هو فحص الحملات الاستخباراتية والبرامج القتالية عن كثب، وتشجيع القوى الأمنية. “طوال نحو ثلاث سنوات، كثفت كل الجهات الاستخباراتية الإسرائيلية بما في ذلك الموساد، ووحدة 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية جهودها لمساعدة المصرييين، وهذا ما جاء في نشرة المعلومات الفرنسية: “شاركت وحدة 8200 في جزء كبير من اعتراض البث في سيناء. طلبت مصر من سلاح الجو الإسرائيلي، بما في ذلك الطائرات المسيّرة، العمل المكثف بهدف الإضرار بنشطاء الجهاد الإسلامي في شمال سيناء”. ولكن كما ذُكِر سابقا، في الأشهر الماضي تغلب الواقع على الجهود المصرية، التي تتضمن محاولات لتوفير أماكن العمل وتقليص الإغراء المالي، للبدو من أجل منع انضمامهم إلى دائرة الإرهاب. ولكن يبدو أن هذه الخطوات ليست كافية، وما زالت تشهد سيناء إرهابا.