قبل فجر يوم السبت، انفجرت قذيفتان قرب معسكر في جبل الشيخ. في البداية، كانت تشير التقديرات تشير إلى أن النيران لم توجّه إلى إسرائيل، ولكن أجهزة الأمن لا تلغي وجود احتمالات أخرى، منها أيضًا أن يكون حزب الله قد أطلق النيران ردًا على الغارة التي زُعِم أن إسرائيل شنتها الأسبوع الماضي.
يُمكن توقع أن تكون منظمة حزب الله من أطلقت القذيفتين، إن كان عبر الحدود اللبنانية، أو حتى عبر الحدود السورية. لكن، يخيّل أنه إذا كان حزب الله يريد الانتقام من إسرائيل، لكانت المنظمة وضعت خطة أفضل من إطلاق صاروخيّن بشكل عشوائي – الأمر الذي يُذكّر بعمليات شبيهة لمنظمات صغيرة تحديدًا من جنوب لبنان.
إمكانية أخرى هي أن الحديث عن منظمة تعمل تحت رعاية حزب الله، وربما حتى دون أوامر مباشرة. كذلك، هناك احتمال أن يكون الحديث عن منظمة تحمل طابع الجهاد العالمي، أو منظمة فلسطينية. عدد المنظمات الإرهابية كبير ومتشعب، حيث أنه من الصعب فعلاً معرفة هوية مطلقي النيران في هذه المرحلة.
وشغل إطلاق القذيفتين أيضًا اهتمام وسائل الإعلام اللبنانية وخلال نهاية هذا الأسبوع تم طرح عدة تقارير، لم يتم تأكيد أي واحد منها رسميًا، بأن القذيفتين أطلقتا من قبل حزب الله ردًا على الهجوم الذي زُعِمَ بأن إسرائيل شنته الأسبوع الفائت على منطقة البقاع اللبنانية.
وتجدر الإشارة إلى أنه من ناحية عسكرية، قدرات حزب الله بالرد لم تتراجع. عدد الصواريخ والقذائف التي يُمكن أن تُطلق على إسرائيل بقي هو ذاته. إنما الاعتبارات السياسية اللبنانية الداخلية، والاعتبارات الاستراتيجية المتعلقة بالحرب الدائرة في سوريا، هي التي تفرض نفسها.
وتصريح أمين عام المنظمة، السيّد حسن نصر الله، بأن تلك العملية ليست فقط موجهة للمنظمة بل إلى لبنان بأكمله، يضع الحكومة الجديدة أمام أزمة، حيث أن الحزب يفرض عليها ثانية الرد على الهجوم الذي تراه بعض الجهات في الحكومة أنه عقاب للمنظمة وليس للدولة.