وكان الجولاني يتحدث في الجزء الثاني من مقابلة مع قناة “الجزيرة” القطرية، تم بثها مساء الاربعاء، من “احدى المناطق المحررة في شمال سوريا”، بحسب ما قال مقدم البرنامج.
وهي المقابلة الثانية مع القناة نفسها بعد مقابلة في 2013.
وقال الرجل الذي لم يظهر وجهه على الشاشة، وقدمته القناة على انه الجولاني أن دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في شهر حزيران/يونيو الماضي “غير شرعية ورفضها العلماء، لأنها لم تقم على أسس شرعية وهم أعلنوها وألزموا الناس بها”.
ورأى أنهم بهذا الإعلان “شقوا صف المجاهدين بشكل كامل وقدموا خدمات لأميركا في محاربة القاعدة من حيث لا يشعرون”.
ووصف الجولاني تنظيم الدولة الاسلامية بـ”الخوارج”. وقال أن من صفات هذه الجماعة “استباحة دماء المسلمين وتكفير المسلمين دون ضوابط شرعية وتكفير الخصوم”، مضيفا “هم يكفروننا لكن نحن بالطبع لا نكفرهم”.
وظهر التنظيم في سوريا عام 2013، معلنا ضم جبهة النصرة اليه، ومقدما نفسه باسم “الدولة الاسلامية في العراق والشام”، لكن النصرة رفضت الدمج، ودارت معارك بينهما منذ بداية العام 2014.
وكان ذلك مقدمة لانفصاله عن تنظيم القاعدة بزعامة أيمن الظواهري.
واتهم الجولاني عناصر التنظيم “بنقض العهود”، مشيرا الى ارتكابهم “الكثير من حالات قطع الرؤوس والصلب” في صفوف جبهة النصرة.
وردا على سؤال لمقدم البرنامج، قال الجولاني “خلافنا في الشام انه ليس لديهم اي جدية في قتال النظام الى هذا الوقت”.
https://www.youtube.com/watch?v=a8Kzc7qBgyE
وأكد أنه “ليس هناك حل أو منظور للحل بيننا وبينهم في الوقت الحالي. نأمل أن يتوبوا (…) وإن لم يكن ذلك فليس بيننا وبينهم الا القتال”.
وقال الجولاني الذي أقر بمشاركته في الحرب في العراق خلال الوجود الأميركي في هذا البلد أن “جماعة الدولة لديهم جدية في قتال الرافضة في العراق على خلاف جديتهم في قتال النصيرية في الشام”. وعزا ذلك الى وجود “قيادات عراقية لديها عشر سنوات من التضحية” في صفوف التنظيم هناك.
من جهة أخرى، اعتبر الجولاني أن موضوع فك الارتباط بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه أيمن الظواهري “اخذ اكثر من حجمه بكثير”.
وقال أن المعيار الدولي للتصنيف على قائمة الارهاب مرتبط “بمن يخرج ويتمرد على الهيمنة ولا يخضع للأمم المتحدة”.
وقال “لا نسعى الى حكم البلد بل نسعى لان تحكّم الشريعة في البلد”، مشددا على وجوب أن يصار بعد قيام “الحكومة الراشدة” الى “ضمان حق المهاجرين”، في اشارة الى المقاتلين الاجانب في صفوف الجبهة والذين قال انهم يشكلون ثلاثين في المئة من عناصرها.
وتمكنت جبهة النصرة وحلفاؤها خلال الاسابيع الاخيرة من احراز سلسلة نجاحات على الارض في مواجهة قوات النظام لا سيما في شمال غرب البلاد وفي الجنوب، وقد استولوا على مدن كبيرة وقاعدة عسكرية ومعابر حدودية.