وقد أعلنت كتائب الشهيد عبد الله عزام، وهي منظمة سنية إسلامية مقربة من القاعدة والجهاد العالمي، أمس، مسؤوليتها عن إطلاق القذائف باتجاه شمال إسرائيل. وقد أشار سراج الدين زريقات، وهو من أبرز شخصيات المنظمة، من على حساب التويتر الخاص به أن مقاتلتي كتيبة زياد الجراح في المنظمة “يقفون من وراء إطلاق القذائف الأربع على إسرائيل”. يجري الحديث عن منظمة تنشط بالأساس في مخيمات اللاجئين الفلسطينية في جنوب لبنان. وكانت متورطة سابقا بأحداث على الحدود الشمالية.
تؤمن مصادر في إسرائيل أن الحديث لا يجري عن محاولة فتح جبهة في الشمال، ويوجهون إصبع الاتهام إلى الحكومة اللبنانية ويعتبرونها المسؤولة الوحيدة عن الأحداث التي تخرج من مناطقها. وصرح مصدر سياسي في القدس هذا الصباح في وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الإطلاق غير متعلق بالأحداث الجارية في سوريا في الأيام الأخيرة، بل يجري الحديث عن خلية جهاد عالمي موجودة في لبنان و”انتظرت اللحظة المواتية”.
وفي حديث مع “المصدر” شرح أفيف أورغ، خبير في شؤون الإرهاب الإسلامي، أنه خلال النصف الثاني من العقد الحالي، بدأت تعمل في منطقة الشرق الأوسط منظمة تبنت لنفسها اسم “كتائب عبد الله عزام”. وأضاف “إن الخلايا الإرهابية للكتائب تعمل في أماكن مختلفة في منطقة الشرق الأوسط، وتُدعى عادة باسم بطل جهادي محلي كان قد اشتهر وتصدر العناوين في مختلف أنحاء العالم بفضل نشاطاته الإرهابية”.
ويشرح أورغ أن خلية المنظمة الفاعلة في لبنان تُدعى باسم زياد الجراح وهو لبناني كان أحد الطيارين الأربعة الذين شاركوا في العملية التي تحدث في الولايات المتحدة في الحادي عشر من أيلول 2001. “يتم توجيه أهم نشاطات الفرع اللبناني والذي يرتكز على سكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ضد إسرائيل ويتم تنفيذها على امتداد الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وكانت العملية الأشهر التي نفذها الفرع اللبناني قد تمت قبل نحو سنة (13 أيلول 2012)، حين نجح نشطاء المنظمة بإطلاق عدة قذائف كتيوشا باتجاه نهاريا، شمالي إسرائيل.
يجدر الذكر أنه في إطار العلاقات الداخلية بين عوامل القوى في جنوب لبنان، يعتبرون “كتائب عبد الله عزام” في المنظمة الشيعية حزب الله عدوًا وخلافا لسائر الجهات الإرهابية الفاعلة في المنطقة، فهي لا تقع تحت إمرته ولا تنسق معه نشاطاتها الميدانية” قال أورغ.
حسب ادعاء أورغ، فإن هذا الشكل من نشاط الخلية اللبنانية “كتائب عبد الله عزام” في لبنان يجب أخذه بالحسبان من قبل متخذي القرارات في إسرائيل على خلفية التوتر الدائم في منطقة الحدود اللبنانية بين إسرائيل وحزب الله منذ حرب لبنان الثانية في صيف 2006. “على الرغم أن قدرات “كتائب عبد الله عزام” التنفيذية محدودة في هذه المرحلة، إلا أنها تكفي للتأثير الاستراتيجي وإشعال المنطقة من جديد بواسط عملية إرهابية وحيدة وجر المنطقة إلى جولة من العنف بين إسرائيل وحزب الله”.