إنّ محاولة تعريف الصوفية معقّدة بسبب العدد الكبير للطرق والمدارس الصوفية التي نشطت في الإسلام في فترات مختلفة ومناطق مختلفة. طوّرت الطرق الصوفية المختلفة لنفسها مجموعة متنوعة من أساليب الحياة الجديرة وتطهير النفس: بدءًا من العزلة لفترات طويلة والزهد الشديد وصولا إلى السلوك المعتدل والاندماج الكامل في المجتمع الإسلامي العام.
الصوفية هي ثقافة. إنها ليست تيارا أو أسلوبا واحدا، وإنما مجموعة متنوعة وواسعة من الخيارات. ليس هناك اتجاه واحد للسير فيه من أجل الوصول إلى الله، وإنما ما لا يحصى من الاتجاهات. على خلفية العصور الوسطى، كانت تلك هي الطريقة الأقلّ تعصّبا من بين ما يحدّده الباحثون اليوم.
للمساعدة في فهم أكبر بقليل للمتصوفة الصوفيين وللصوفية بشكل عام جمعنا لكم 5 حقائق مثيرة للاهتمام حولهم:
إذا كان الأمر كذلك، فالصوفية هي تيار باطني في الإسلام، يركّز على الحبّ والقصد من الأفعال، أكثر من التركيز على الشريعة نفسها. بينما تعتقد سائر التيارات في الإسلام أنّ النبي محمد قد تُوفي وإرثه محفور في الصخر ولا يمكن تغيير شيء فيه، يعتقد الصوفيون بأنّ النبي محمد لا يزال يتحدّث إلى المؤمنين به من خلال معلّمي الشريعة الأولياء، المتصلين في السلسلة الصوفية إلى النبي محمد وهم الذين يحدّدون كلّ شيء.
من المعروف أن لدى المتصوفة معرفة كبيرة بعلم الفراسة، والأدب الصوفي غني بالتفسيرات حول قراءة وجه الإنسان. كان أولياء الصوفيين يُجرون “إصلاح النفس” للمؤمنين بهم بشكل مماثل لتيار الكبالاه في اليهودية. وفقا للصوفيين، فإنّ هؤلاء الأولياء يستطيعون القيام بمعجزات خلال حياتهم وأيضًا بعد وفاتهم.
راج العديد من التخمينات حول مصدر الاسم صوفي: ادعى البعض أنّ أصل الكلمة من اللغة هو الملابس الصوفية البيضاء التي اعتاد الصوفيون على ارتدائها، كتعبير عن البساطة وعدم الاهتمام الخارجي. وادعى آخرون أن الفكرة هي صفاء قلوب المؤمنين الصوفيين. أو من كلمة الصفّة، إذ أن التصوف هو اتصاف بمحاسن الأخلاق والصفات، وترك المذموم منها.
إنّ الجوهر النهائي لهذا الطريق هو الاستسلام لله بالحبّ، مرارا وتكرارا، والرغبة في رؤية كل إنسان، حيوان، نبات وجماد التجسيد الأسمى لله الذي يحلّ في كلّ شيء. يؤمن الصوفيون بأنّ الإلوهية خلقت العالم كوحدة واحدة تعمل في إطار من قوانين متناغمة، ومن الطموح إلى التوازن بين الأخذ والعطاء، والغرض النهائي من الطريق هو تعزيز توحّد الفرد مع الطريق الإلهي.
جلال الدين الرومي هو الأكثر شهرة من بين المعلّمين الصوفيين الكثر. جعلتْ كتاباته المترجمة إلى لغات عديدة الصوفية تصبح معروفة أكثر للغرب. هناك الكثير من الطرق الصوفية: النقشبندية، السنوسية، الروشانية، القادرية والبكتاشية.