عمر حسين، جهادي هاجر من بريطانيا إلى سوريا من أجل الانضمام إلى مقاتلي الدولة الإسلامية، وهو غير راض عن الظروف التي حصل عليها في الميدان، ولذا افتتح مدونة في الشبكة وبدأ بالشكوى من الحياة في الدولة الإسلامية ومن أصدقائه السوريين.
حسين، في السابعة والعشرين من عمره، عمل في الماضي كحارس في سوبرماركت في بريطانيا. لقد ترك عمله قبل نحو عام من أجل أن يقوم – كما يقول – بفريضة الجهاد في سوريا. منذ أن قدم إلى سوريا لا يكف عن التذمّر.
“يمكنك الانتظار في الطابور نصف ساعة وحينها يأتي عربي ليدفعك في الطابور ويدخل إلى الداخل مباشرة”، هكذا وصف حسين في مدونته “الثقافة المختلفة لدى العرب” وفق أقواله. ثم يكتب عن النقص في آداب تناول الطعام لدى أصدقائه في التنظيم: “يفتقد إخوتنا العرب، أو السوريون، هذه الآداب الأساسية”.
ويحذّر حسين من يفكر في الانضمام إلى القتال في سوريا من أصدقائه الغربيين بأن الأمر ينطوي على تكيّف ثقافي صعب حتى مستحيل. ويصف الفرق بين العرب وغير العرب من ناحية الآداب كالفرق بين الجنة والأرض.
“يحبّ السوريون التأمل في الأشخاص الغريبين عنهم”، كما يقول في مدونته. “ربما لأنه لم يأت أي سائح إلى سوريا في أي وقت مضى”. وأضاف حسين أنه لا ينزعج عندما يحدّق به الأطفال السوريون – ولكن عندما يقف رجل بالغ على مسافة بضعة أمتار منه ويحدّق به فهذا يجعله يشعر بعدم الراحة بحسب ما يقول.
استمرت الشكاوى في مدونته منذ زمن طويل، حيث اشتكى في منشورات سابقة له في المدونة بأن لديه مشكلة مع غسل ملابسه في سوريا، ومن أنهم أعطوه حبة بطاطا ليقشّرها دون قشّارة، وأنه يجد صعوبة في العثور على عروس جهادية.
كما ويزعج حسين انعدام الخصوصية، حيث كان يعيش مع والدته قبل أن ينضمّ للدولة الإسلامية. يقول إنّ أصدقاءه في التنظيم لا يرون مشكلة في استخدام شاحن هاتفه النقال دون إذنه، وأن يأخذوا له حذاءه وفي المجمل فهو يصف سلوكهم هذا بـ “الصبياني”.
“لدى العرب ثقافة مميزة تختلف بشكل كبير عن الحياة الغربية”، كما كتب في منشوره الأخير، وأضاف: “إذا لم يكن أحد ما على وعي بهذا الاختلاف الثقافي فهذا غريب، مثير للغضب وفي نفس الوقت يثير الضغط بأن تكون معهم في علاقة وأن ترتبط بهم”.