تقول الصحف الألمانية إنّه رغم كلمات أوباما لميركل، فقد علم أنّ وكالة الأمن القومي (NSA) تتنصّت عليها منذ 2010. إضافةً إلى ذلك، تخبر صحيفة لوموند أنّ الولايات المتحدة ألمحت إلى فرنسا أنّ إسرائيل تنصّتت على الرئيس السابق، نيكولا ساركوزي.
في أيار 2012، قُبيل الانتخابات الرئاسية الفرنسية، التي خسر فيها الرئيس نيكولا ساركوزي أمام فرانسوا هولاند، كانت منظومة الحوسبة في قصر الإليزيه، مقر الرئاسة الفرنسية، تتعرض لـ “هجوم إلكتروني” مِن قِبل عناصر مجهولة حاولت جمع المعلومات. كان الفرنسيون مقتنِعين بأنّ الأمر ذو صلة بالاستخبارات الأمريكية، وأرسلوا مسؤولين لإجراء محادثات في واشنطن.
وتشمل وثيقةٌ سرّبها سنودن، نُشرت في “لوموند”، تقريرًا عن هذا اللقاء، الذي نفى فيه الأمريكيون ما نُسب إليهم، وشدّدوا على أنهم لم يتوجهوا بالسؤال للموساد والوحدة 8200 العاملة في الاستخبارات الإلكترونية لأنّ فرنسا ليست هدفًا مشتركًا للولايات المتحدة وإسرائيل. استنتج الفرنسيون أنّ الحديث عن إشارة إلى مسؤولية محتمَلة لإسرائيل.
وفي وثيقة أخرى كُشف النقاب عنها، من عام 2008، تحدّث أحد رؤساء الوكالة الأمريكية عن “عدائيّة” الخدمات الإسرائيلية تجاه الولايات المتحدة. “من جهة، الإسرائيليون هم شركاء في المعلومات، ومن جهة ثانية وضعونا هدفًا لمعرفة مواقفنا في الشرق الأوسط”.
وقالت مصادر استخباريّة فرنسية أنّ ثمة تعاونًا وثيقًا بين خدمات فرنسا وإسرائيل في شأن الشرق الأوسط، ومؤخرًا في الشأن السوري، لكنّ ثمة نشاطًا مكثّفًا للإسرائيليين على الأراضي الفرنسية في مسائل عربية وإفريقية. ووفقًا لصحيفة “لوموند”، أبلغ الفرنسيون شكواهم للموساد بعد اكتشافهم أنّ فندقًا فرنسيًّا جرى استخدامه قاعدةً لعملية اغتيال الحمساوي محمود المبحوح في دبي في كانون الثاني 2010.
وردًّا على “لوموند”، قيل في مكتب رئيس الحكومة: “إسرائيل حليفة وشريكة لفرنسا، وليست متورّطة في أيّ نشاط قد يمسّ بأمنها”.
وقال رئيس الموساد الأسبق داني ياتوم إنّ الولايات المتحدة أيضًا تتنصت على مسؤولين إسرائيليّين. ويؤكّد أقوالَه رئيس الموساد الأسبق، إفرايم هليفي، الذي تطرق اليوم إلى الفضيحة المزلزِلة. ففي مقابلة للمحطة الإذاعية الإسرائيلية، “إذاعة الجيش”، قال هليفي: “من المعلوم أنّ التجسّس هو ثاني أقدم مهنة في العالم، وليست له قوانين وقواعد. في الواقع، على الزعماء التحدث بهواتف مشفَّرة، لكنهم يتجاهلون ذلك، لكون تلك الهواتف بطيئة واستخدامها مقيَّدًا، وهم يؤثرون استخدام هواتفهم العاديّة للمحادثات الخاصّة”.
وقال هليفي إنّ كلّ رئيس دولة يسافر في أنحاء العالم مزوَّد بوسائل تتيح له التحادث مع الأشخاص المقرّبين منه بطريقة لا يمكن الاستماع إليها، ويكشف النقاب عن قصتَين تُظهران أنّ هاتفه، كرئيس للموساد، كان معرّضًا للتنصّت من قِبل الأمريكيين لسنوات طويلة. فحسب هليفي: “في بداية حرب تشرين، كان مهمًّا جدًّا للأمريكيين أن يعرفوا ما كانت الأمور عليه في الجبهة بالضبط، لأنّ الأمور لم تكُن واضحة. كنتُ حينذاك ممثّل الموساد في الولايات المتحدة، ودُعيتُ للقاء هناك، وطُرح عليّ عدد من الأسئلة لنقلها إلى القدس. نقلتُ المعلومات وانتظرتُ إرشادات. مَن تحدّث إليّ كان رئيس الموساد الذي تحدّث عن وقاحة الأمريكيين. مضى بعض الوقت قبل أن أدرك أنه افترض أنّ الأمريكيين يتنصتون علينا وأراد نقل رسالة لهم”.
أمّا القصة الأخرى التي شارك هليفي المستمعين فيها، فهي من فترة متأخرة أكثر: “عام 2000، كان إيهود باراك في محادثات كامب ديفيد مع الفلسطينيين – بعد أن فشلت العملية اتّصل بي، رغم أنّني لم أكن معنيَّا، وقال: “إفرايم، اصمُت واسمع”. فهمتُ أنه يريد أن يسمع من يتنصت على المحادثة روايتَه هو لفشل المحادثات”.
وأوجز هليفي: الأمر الأكثر أهمية هو ألّا تُكتشَف.