تستمر الحرب الأهلية السورية في حصد عشرات الضحايا يوميا، زيادة كمية اللاجئين المتدفقين إلى الدول المجاورة: الأردن، العراق، وتركيا، وكذلك منذ بضعة أيام، تسريب جرحى يصارعون من أجل الحياة، لتلقي العلاج لدى العدو الأول لسوريا، في إسرائيل.
ويتبين من المعطيات التي جُمعت في المراكز الطبية شمال البلاد أنّ أكثر من 100 جريح قد نُقلوا حتى الآن إلى المستشفيات المدنية داخل إسرائيل. وتمت معالجة معظمهم في مستشفى “زيف” في صفد، والبقية في مستشفى “نهاريا”، ومستشفى “بورية” قرب طبريا.
وتحرص جهات رسمية في إسرائيل، سواء المسؤولون العسكريون أو السياسيون، على التوضيح في وسائل الإعلام بشكل دائم أنّ إسرائيل ليست معنية بالتدخل في الحرب الأهلية السورية. لكن العناصر الطبية، التي يصلها، كل بضعة أيام، جرحى سوريون، تبذل وسعها لتقديم علاج طبي منقذ للحياة لكل الجرحى الذين يصلون الحدود الشمالية، طالبين عونًا.
وفي مقابلات مع الإعلام، تروي الطواقم الطبيّة أنّ الأطباء في سوريا حياتهم مهددة، وأنه يجري إلحاق الضرر بهم عمدًا عقابًا على إغاثتهم لجرحى المعارك. ويعمل الأطباء السوريون تحت النار بظروف مستشفى ميداني. حتى إنهم يقومون، بين الحين والآخر، بتوجيه بعض الحالات الحرجة للعلاج في إسرائيل، بإرفاق رسائل تشرح العلاج الطبي الذي قُدّم للمصاب حتى الآن. وفي مقابلة أجريت مؤخرًا، قال الدكتور أوسكار أمبون، مدير المركز الطبي “زيف”، إنّ “وظيفة الطواقم الطبية هي إنقاذ الحياة، وعلاج من يحتاج علاجًا، وإنّ الأطباء سيستمرون بعلاج كل جريح يحضره الجيش، بغض النظر عن جنسيته أو دينه”.
ويجري نقل جميع المصابين الذين يصلون إلى الأسوار على الحدود الشمالية بين إسرائيل وسوريا بشكل مباشر للعلاج بواسطة الطواقم الطبية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي. ومن هناك، يُنقَلون إلى المستشفَيات لمتابعة تلقّي العِلاج.
ومع نقل المصابين إلى المستشفيات المختلفة في شمال البلاد، يعطي ممثلو جيش الدفاع الإسرائيلي الطواقمَ الطبية توجيهات بالتكلم مع الجرحى السوريين عن وضعهم الطبي فقط. وتُفرض على كل مُصاب حراسة جنود، وأحيانًا حراسة رجل أمن مدني أيضًا، لعزله ومنع العناصر غير المخّولة من التحدث إليه أو تصويره، خشيةَ أن تتسرب معلوماته إلى سوريا ويلحق به ضرر هناك. ولا يسارع جيش الدفاع الإسرائيلي إلى نشر هذه الأمور في الإعلام لعدم زيادة الظاهرة. ومع انتهاء العلاج الطبي، يُطلَب من هؤلاء المواطنين العودة إلى سوريا.
وكانت بداية تسرّب اللاجئين السوريين إلى إسرائيل في شباط هذا العام (2013). وكان رئيس الحكومة قد سارع إلى الإيضاح بأنّ إسرائيل ستواصل “الحفاظ على الحدود، ومنع الانتقال والدخول إلى إسرائيل، باستثناء حالات شاذة، فردية، سيتم النظر في كلٌّ منها على حدة”.