وصل التوتّر الكبير بين اليهود والعرب في شرقيّ مدينة القدس أمس إلى الذروة: سافرت سيارة لعائلة إسرائيلية من مدينة رمات جان قرب تل أبيب إلى حائط المبكى في القدس، ولكنها أخطأت في الطريق داخل القدس. لم تفهم ابنة العائلة، التي تمتلك رخصة قيادة من وقت قصير فقط، تعليمات الـ GPS بشكل صحيح ودخلت عن طريق الخطأ إلى داخل حيّ وادي الجوز العربي في القدس الشرقية.
قبل أن يفهم أبناء العائلة أنّهم دخلوا في المنعطف الخطأ، سدّت سيّارات ثلاث طريق السيارة، وبدأوا بإلقاء وابل من الحجارة الكبيرة عليها. تحطّم زجاج السيارة في غضون دقائق، ولذلك أصيب الوالد بجروح، وبأعجوبة فقط استطاعت الابنة أن تصعد على الرصيف وأن تهرب من الحيّ، قبل وقوع كارثة أكبر.
وتنضمّ هذه الحادثة الصعبة إلى سلسلة من الأحداث العنيفة من قبل العرب من سكان القدس والتي جرت في الآونة الأخيرة. تدلّ نظرة خاطفة إلى الأرقام بأنّها ليست حادثة محليّة أو صدفة. وفقّا لشرطة القدس، فقد حدث التدهور الصعب بعد عملية القتل المأساوية للمراهق محمد أبو خضير، وهي عملية القتل التي أدانتها عموم الجهات الإسرائيلية، وتم اعتقال الخلية التي قامت بتنفيذها.
منذ عملية القتل تلك، تحوّلت المدينة إلى ساحة مواجهات عنيفة، وخصوصًا في ساعات المساء، وتم اعتقال ما لا يقلّ عن 600 شخص وأصيب 130 شرطيًّا. تم تقديم لوائح اتهام ضدّ 240 من 600 معتقل بسبب اشتراكهم في أحداث العنف.
ومن بين أمور أخرى يضرّ مثيرو الشغب بالبنى التحتية للمدينة. حيث أضرّوا عدّة مرات بسكّة القطار الخفيف، التي تمرّ بأحياء عربية في القدس الشرقية، وأوقفوا عملها. قبل عدة أيام دمّر مثيرو الشغب محطّة الوقود في التلّة الفرنسية، والتي يستخدمها بشكل أساسيّ سكّان قرية العيسوية المجاورة، وتسبّبوا بكثير من الضرر لها.
وفي جولة للجنة الداخلية في الكنيست إلى مناطق المواجهة أمس، قال قائد لواء القدس في الشرطة، يوسي فرينتي، إنّه في فترة الصيف كان هناك ما لا يقلّ عن 30 حادثة مواجهة في القدس كلّ ليلة، ولكن ذلك آخذٌ في الانخفاض كما يقول. وقال عضو الكنيست الإسرائيلي، موشيه فيجلين، أنّ هناك انتفاضة تحدث في القدس.
وادي الجوز هو حيّ يقع في القدس الشرقية، قريبًا جدّا من الجامعة العبرية في جبل المشارف ومن حيّ التلّة الفرنسيّة. اعتاد الكثير من الطلاب الجامعيين والسكان في التلّة الفرنسيّة أن يشتروا حاجيّاتهم العادية من وادي الجوز، لأنّ الأسعار منخفضة نسبيّا.
تزيد هذه الحادثة من القلق بأنّ الطلاب الجامعيين وسكان التلّة الفرنسيّة سيُضطرّون إلى شراء حاجيّاتهم من الآن فصاعدًا من غربي المدينة، وكذلك جيرانهم، وسيُضطرّون بذلك إلى دفع ثمن باهظ أكثر، وكذلك ستتضرّر الأعمال في وادي الجوز، ولكن الأسواء من كلّ ذلك هو تضرّر حياة التعايش في المدينة.