اليوم يوم اختبار هام عند الحدود الإسرائيلية مع قطاع غزة لجهود تثبيت التهدئة: كتب المحلل السياسي في صحيفة “إسرائيل اليوم”، يؤاف ليمور، اليوم الجمعة، تحليلا خاصا بالتهدئة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، مشيرا إلى أن جهود الوسطاء لتثبيت اتفاق بين الطرفين وليس فقط تفاهمات أن “الهدوء من طرف واحد سيقابل بهدوء في الطرف الثاني” قد تنهار في حال اشتعال الأوضاع عن الحدود خلال المظاهرات التي تنوي حماس إطلاقها.
ففي حين تناول الإعلام العربي والإسرائيلي هذا الأسبوع ملف التهدئة بين إسرائيل وحماس بغزارة، كاشفا مرة عن جهود مصرية للتوصل إلى تهدئة –زيارة رئيس الاستخبارات المصرية إلى تل أبيب ورام الله-،ومرة عن جهود دولية وأمريكية وروسية وخليجية لجسر الفجوات بين الأطراف المعنية من أجل تثبيت اتفاق تهدئة طويل الأمد، تواصل حماس في برامجها المتعلقة بنشاطات “مسيرة العودة الكبرى”، فتردد على لسان متحدثيها أن المظاهرات عند السياج مستمرة حتى فك الحصار عن القطاع.
وأشار المحلل الإسرائيلي إلى أن هذه المظاهرات، وتصريحات حماس، قد تعيق تقدم التهدئة وتؤدي إلى تصعيد جديد بين إسرائيل وحماس. وكتب أن الشرط الإسرائيلي لاحترام التهدئة هو الهدوء، لذلك بادرت إسرائيل إلى فتح المعابر وأزالت القيود المفروضة على مساحة الصيد المسموحة.
ويصف المحلل المرحلة الراهنة بين إسرائيل وحماس بالدقيقة، فقد أقدم الجانبان على خطوات تبنى الثقة وتمهد الطريق إلى تهدئة طويلة، لكن المظاهرات التي تعهدت حماس بأن تكون هادئة قد تنزلق إلى أعمال عنف فتشمل محاولات لاختراق السياج، وإلقاء زجاجات حارقة وإطلاق بالونات حارقة. ويقول المحلل إن حماس معنية أكثر بالتهدئة منه بالنزاع وذلك لحلول عيد الأضحى الأسبوع القادم.
“في حال استمر الهدوء اليوم وفي الأيام الأخيرة، سيدخل الطرفان في مرحلة جدية، وعندها سيتم نقاش قضايا حيوية مثل الطاقة والمياه والصرف الصحي ومراتب موظفي الحكومة. وستكون تلك مرحلة قرارات مصيرية أبرزها: عودة السلطة إلى غزة أم لا، هل ستعترف إسرائيل والعالم بحماس أم لا، هل ستكون التسوية في غزة صغيرة النطاق أم واسعة تشمل ترميم غزة ونزع السلاح منها، وماذا ستعيد حماس جثث الجنود الإسرائيليين والمواطنين لديها؟” كتب المحلل الإسرائيلي.
ويخلص ليمور إلى القول إنه يجدر بالأطراف التي تتوسط بين إسرائيل وحماس أن تتحلى بالصبر وتنتظر قبل الإعلان بصورة احتفالية إلى التوصل إلى اتفاقات قبل أن ينفجر ذلك بوجههم.