بعد أسبوع مستعر بشكل خاصّ، وصلت أمس (السبت)، تظاهرة الدروز ضد قانون القومية إلى ذروتها. شارك 90 ألف مشارك، في التظاهرة الكبيرة ضد قانون القومية ودعما للمساواة في ميدان رابين، في تل أبيب. كان مبنى البلدية مضاء بألوان علم الدروز، وناشد المشاركون العمل وفق وثيقة الاستقلال، كما رفعوا لافتات كُتِب عليها: “إذا كنا إخوة فيجب المساواة بيننا” و-“وحدتنا هي مصدر قوتنا”. كما وشارك كبار الطائفة الدرزية وكبار الشخصيات العسكرية والأمنية سابقا في التظاهرة.
العميد أمل أسعد، الذي ناشد قبل التظاهرة كل مواطني إسرائيل بدعم الدروز، قرأ من على المنصة المقطع الأول من وثيقة الاستقلال قائلا: “انطلاقا من هذه التظاهرة، التي وحدتنا وجمعت قلوبنا معا، ننطلق إلى حياة أخرى من العيش المشترك في دولة إسرائيل بما يتماشى مع وثيقة الاستقلال. نحن مستعدون لإجراء حوار مع أية جهة في الحكومة من أجل حل هذه القضية ولصالح مستقبل مشترك”.
قال الزعيم الروحي للطائفة الدرزية، فضيلة الشيخ موفق طريف، في بداية التظاهرة: “نفتخر بدولة إسرائيل الديمقراطية وباحترام الفرد وحريته، اللذين يشكلان قيمة عليا، ولم نشكك في هوية الدولة اليهودية أبدا. رغم إخلاصنا اللامتناهي للدولة، لا نحظى فيها بالمساواة. صرخة أبناء الطائفة الدرزية حقيقية. فهم يشعرون، وبحق، أنهم يتعرضون لنزع هويتهم الإسرائيلية”.
قال رئيس الشاباك سابقا، يوفال ديسكين: “لا يهدف قانون القومية إلى تعزيز دولة إسرائيل بصفتها دولة الشعب اليهودي، بل إلى خدمة أهداف سياسية صغيرة وبائسة. وهو يهدف إلى زعزعة الأسس المتينة التي وُضِعت طيلة عشرات السنوات، إحداث شرخ، وتعزيز الكراهية فينا، وكل هذا بسبب التفكير على الأمد القصير قبيل الانتخابات التي باتت قريبة”.
أثارت التظاهرة ردود فعل كثيرة ومتنوعة في إسرائيل، إذ أعرب الكثيرون عن دعمهم وتأثروا من استعراض الوحدة العظيم، بينما ادعى آخرون أن الحديث يجري عن تظاهرة سياسية فقط، تهدف إلى إسقاط حكومة نتنياهو. “كم من المؤثر سماع نشيد ‘هتكفاه’ من عشرات آلاف الدروز، البدو، اليهود، والإسرائيليين. لماذا يجب تدمير هذا الواقع؟”، غرد الصحفي بن كسبيت في تويتر.
أعربت رئيسة المعارضة، تسيبي ليفني، عن دعمها للاحتجاج وغردت أيضًا: “بيبي، عليك أن تختار بين قانون القومية هذا وبين وثيقة الاستقلال. أي منهما تختار؟ الإجابة واضحة. فقد ذكّر الكثيرون الحكومة أنها نسيت وثيقة الاستقلال. كان هناك سياسيون عرفوا كيف يتخطون خلافات سياسية. ولكن نتنياهو مستعد لتلبية الاحتياجات السياسية تمزيق وثيقة الاستقلال والمجتمع الإسرائيلي”.
وقال رئيس حزب “هناك مستقبل”، يائير لبيد، في مقابلة معه أمس: “أدعم قانون القومية للشعب اليهودي، علم إسرائيل، والنشيد القومي الإسرائيلي، والهوية اليهودية. ولكني أعارض قانون القومية هذا، لأنه يمس بالمواطنين الذين خدموا في الجيش والموالين للدولة”.
بالتباين، عارض الصحفي شمعون ريكلين التظاهرة كاتبا: ” الأشخاص هم ذاتهم، الأموال ذاتها، الدافعية ذاتها، الإعلام يبالغ بعدد المتظاهرين، وسائل الإعلام المنظمة والمؤيدة ذاتها، والكراهية ذاتها. إذا، ما الذي تغير حقا في هذه التظاهرة؟ هل يتجسد التغيير في مشاركة بعض الدروز؟”.