قبل نحو سنة، في الانتخابات التمهيدية التي جرت في حزب البيت اليهودي، جرّب أحد المرشحين، الذي كان رئيسًا للحركة، الوزير السابق دانيئيل هرشكوفيتس، ضمّ أعضاء من الطائفة الدرزية للحزب. قُدّمت طلبات انتساب الدروز، لكنّ المدير العامّ للحزب، الحاخام داني تروبر، رفضها لأنّ اليهود فقط يمكنهم أن يكونوا أعضاء، حسب دستور الحزب.
لكن يبدو أنّ تغييرًا حدث قُبَيل الانتخابات للسلطات المحلية. فغصوب حسون، من دالية الكرمل، درزي انضمّ إلى البيت اليهودي، وسيكون مرشّح الحزب في انتخابات المجلس البلديّ. قدّم حسون نماذج الانتساب قبل بضعة أسابيع، ورغم أنه لم يصوّت للبيت اليهودي في الانتخابات العامة في كانون الثاني، فإنه يشعر بالتماثل مع شعارات الحزب.
كيف انضممتَ للبيت اليهودي؟
“أعرف الوزير نفتالي بينيت من السياقات السياسية الأخيرة، لكنّ تقرّبي من الحزب بدأ عبر موطي يوغاف الذي كان قائد كتيبتي في طولكرم. رجال البيت اليهودي هم أشخاص مميّزون جدًّا، والحزب فتح ذراعيه للجميع، وبالطبع للدروز”.
لكن من ناحية سياسية، لماذا تشعر بالقرب منهم؟
“أسير معهم لأنّ هدفي هو المساعدة على تقدّم الجنود الدروز. من يأتِ إلى هنا، إلى دالية الكرمل، يرَ ظروف المعيشة الصعبة، أحيانًا في بيوت تفتقر إلى البنية التحتيّة، دون كهرباء، دون اتّصال بشبكة المياه. وهذا ليس لدينا فقط، بل أيضًا في قرى أخرى في منطقة الكرمل (شمالي إسرائيل). أظنّ أنّ علاقتي بوزير الاقتصاد نفتالي بينيت يمكن أن تحسّن الوضع”.
لكنّ الدروز لديهم صلة اليوم بالليكود وبأحزاب أخرى، ومع ذلك يعانون من التمييز؟
“خدمتُ سنوات في “فرقة منطقة يهوذا والسامرة”، وأعلم معنى الاهتمام بالناس. أنا متأكّد أنّ البيت اليهودي سيهتمّ بنا، لأنه يدرك أننا شركاء في العبء”.
لمَن صوَّتَّ في الانتخابات الأخيرة؟
“صوتُّ لكديما وموفاز”.
ما هي احتمالات نجاحك حاليًّا؟
“أنا أترأس قائمة. كان لدينا احتفال كبير مساء السبت الماضي، بمشاركة خمسة آلاف شخص. ألقيتُ خطابًا، وقلتُ إنّ البيت اليهودي يدعمنا وإننا سنكون كتلة مؤثرة داخل المجلس. لديّ دعم هائل من شبّان الدالية، والكثير من الناس يشجّعونني ويساندونني ولديهم إيمان بآرائي، وأظنّ أنني سأنجح في إدخال ثلاثة أعضاء للمجلس على الأقلّ. لديّ منذ الآن نحو 1400 داعم”.
سُرّح حسون (53 عامًا) من الجيش الإسرائيلي عام 2000، بعد 25 سنة في الخدمة الثابتة، ثمّ بدأ يعمل كمدير مشروع في شركة البناء الإسرائيلية الكبيرة “دانيا سيبوس”، وهو أب لأربعة، وجدّ لثلاثة.
لماذا ستنجح أنت تحديدًا في تغيير البلدة؟
“لأنني رجل تنفيذي ورجل ميداني. لا أعتزم الطلب والترجي، بل نيل ما نستحقه من الدولة. ثمة الكثير جدًّا من المشاكل هنا، انخفاض في مستوى التعليم، وعنف للشبان. يكفي التجول هنا مساءً لمشاهدة الشبان ثمِلين وتحت تأثير المخدّرات في الأماكن العامّة. أنظر إلى مكان مثل أم الفحم، كيف قاموا بالتحسين، ولدينا بطالة، صعوبات عمل للنساء، وشبان عاطلون عن العمل ليس لديهم سوى السُّكر. “ليس هناك نظام صحيّ سليم. فكل ولد يذهب للّعب خارجًا يجد أمامه أكوامًا من النفايات. من المؤسف حقًّا أننا نعيش في منطقة جميلة جدًّا، ولكنّ كل ما نراه هو الإهمال”.
ما هي الصعوبات الكُبرى؟
“لامبالاة الناس. أتعجب جدًّا من الشعب اليهودي. فجميعهم يعرفون أين هي الولايات المتحدة وأوروبا، وكيف يصلون للمطار، لكنهم لم يسمعوا بدالية الكرمل مطلقًا. لا يعرفون الطائفة الدرزية، ولا يأتون إلى هنا. ليست لديّ أية مشكلة مع الشعب اليهودي. فنحن معًا منذ سنوات. ماذا يستطيعون أن يفعلوا بنا؟ إلقاءنا إلى البحر؟ كلا. نحن هنا، ونقاتل مع اليهود كتفًا إلى كتف، نضطجع معهم في المكامن كتفًا إلى كتف. ماذا يجب فعله أكثر من ذلك؟ فليعترفوا بنا ويدعمونا.”