تشهد منى مارون، ابنة الـ 45 عاما من قرية عسفيا الواقعة على قمة جبل الكرمل، أنها كانت منذ مطلع شبابها طالبة هادئة، ولم تكن من الشابات اللواتي يكسرن الحواجز الاجتماعية ويصنعن التغييرات. وكذلك لم يكن والداها أكاديميَين – فقد عمل والدها في ميناء حيفا وكانت والدتها ربة منزل.
عندما وصل جدها عام 1901 من لبنان إلى حيفا برفقة عائلته، يبدو أنه لم يتوقع أن حفيدته ستصنع تاريخا هاما جدا. أصبحت منى مارون الآن رئيسة قسم بيولوجيا الأعصاب في جامعة حيفا، بروفيسور في علم الدماغ، وقد نشرت حتى الآن أكثر من 40 مقالات، واختارتها مجلة ‘فوربس’ واحدة من بين 50 امرأة ذوات التأثير الأكبر في إسرائيل.
يتطرق بحثها الحالي إلى الذاكرة وبحث المشاعر. وتحاول البروفيسور مارون أن تطور دواءَ قادرا على حذف الصدمات الصعبة من الذاكرة، حيث يستطيع الأفراد الذين يعانون من صدمة صعبة (مثل العنف الحاد، الاغتصاب أو الحرب) تُصعّب عليهم القيام بأدائهم اليومي التغلب على القلق وأن يعيشوا حياة عادية ثانية.
ورغم أنها نجحت في تحقيق الكثير، فعندما تُسأل عن الشيء الذي أكثر ما ترغب في تحقيقه، فتجيب للمزيد من الدهشة أنها “تتوق إلى التمتع باستقلالية أكثر”.
“مجتمعنا هو مجتمع ذكوري”، تقول عن المجتمع الذي ترعرعت فيه، موضحة “إذا زارت ميركل، رئيسة حكومة ألمانيا، بلدنا، وإذا وقف إلى جانبها شخص يرتدي بدلة ويضع ربطة عنق من دون أن يكون صاحب منصب، فأقول لك أنه سيحظى باهتمام وفي المقابل لن تحظى ميركل ذاتها بالاهتمام”.
ورغم الثمن الاجتماعي الذي دفعته بروفيسور مارون، والحاجة طيلة الوقت إلى أن تُثبت أنها قادرة على أن تكون رائدة مثل زملائها الرجال، “ليس هناك أي احتمال أنني كنت أرغب في أن أكون شخص آخر”، تقول بكل ثقة، متوجهة إلى الشابات والشبان العرب قائلة: “أرغب في نقل رسالة واحدة لكم: كما نجحتُ فأنتم أيضا قادرون على تحقيق النجاح”.