كشفت تفاصيل محاكمة دانيال معوز، المُدان بقتل والديه عن سبق الإصرار، أنه خطّط وصمّم على قتل أهله قبل أشهر من تنفيذ عمليته التي صعقت الإسرائيليين. وقد حاول القاتل أن يستفيد من المعلومات المتاحة في الشبكة العنكبوتية، ليجعل مهمّة القبض عليه صعبة، وربما مستحيلة. ووجدت المحكمة الإسرائيلية أن معوز، عدا عن كونه محام صاحب معرفة في مجال الإجرام والقانون، استخدم وسائل عديدة لكي يخدع سلطات القانون في إسرائيل، وأنه لجأ إلى خدمة “جوجل” لكي يجد أفكارا تدعم خطته الإجرامية.
ووفق المعلومات المتاحة لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد شرع معوز، قبل أشهر من عملية القتل، في التصفّح في “الإنترنت”، على نحو مكثف، للبحث عن معلومات ذات صلة بالإجرام والتملص من العقوبة. وتصفّح في بداية الأمر في موقع “يوتيوب”، مدوّنا في اللغة الإنجليزية كلمات البحث “طرق للتهرب من عملية قتل”. وبعدها أدخل الجملة “كيف تقتل أهلك من دون القبض عليك”.
وقبل طعن والديه بساعات، انهمك معوز في البحث عن مرادفات أو جمل ترتبط بفعلته، ومنها مثلا: “العثور على موقع الشخص عن طريق الهاتف”، و”شرعية استعمال جهاز مكشاف الكذب (بوليغراف)، و “رفض الخضوع لفحص مكشاف الكذب”، و “جريمة قتل”. وبحث معوز أيضا عن معلومات حول “صندوق التقاعد” و “هل تنقل أموال التقاعد للإرث”، علما أن أحد دوافع معوز لقتل والديه كان رغبته في الاستيلاء على أموالهما لسدّ ديونه المتراكمة.
ويظهر أن معوز أبحر في خياله من خلال البحث الذي أجراه في “جوجل”، فقد دوّن جملة “رسالة بالعربية في موقع جريمة على خلفية قومية”، و “قتل الزوج أثناء نومهما”، محاولا أن يضفي على الجريمة طابعا قوميا، وأن يدفع بالشرطة باتخاذ مسار للتحقيق بعيدا عنه. وزار معوز خلال بحثه في الشبكة العنكبوتية مواقع شخصية لرجال قانون تختص بجرائم القتل، وأيضا جمّع مقالات ظهرت في الإعلام بخصوص “الإجرام والانحراف العقلي”.
وبعد تنفيذ عملية القتل البشعة، وطعن والديه بدم بارد في بيتهم في القدس، استمر معوز بالبحث عن مصطلحات تمكّنه من التهرب من العقاب، مفتشا عن معلومات مثل “هل يُزيل سائل غسل الصحون آثار الحمض النووي”، ولكن هذا البحث تحوّل فيما بعد إلى أدلة ضده، تثبت سعيه إلى التخلص من الأدلة وتثبّت التهم المنسوبة له.
ورفض معوز خلال التحقيق مع محقّقي الشرطة الإسرائيلية أن يفسر سبب البحوث التي قام بها، مجيبا في بداية الأمر أنه لا يتذكر. لكنه أوضح فيما بعد أن بحوثا كثيرة كان قد أجراها تتعلق بفضول طبيعيّ كونه رجل قانون، ومهتم بمجال جرائم القتل.
وتذكّر قصة معوز أن ثمة وجه آخر أو وجه قبيح لثورة المعلومات التي يستفيد منها ملايين البشر للتطوّر والتقدّم، والتي تتيح لكل فرد بالوصول إلى المعلومات بسرعة، أنها سيف ذو حدّين، فهناك من يبحث عن المعلومات بغرض الإجرام والإساءة للآخرين.