ما زال الجدل الجماهيري، حول الخطاب المُرتقب لرئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس حول الشأن النووي الإيرانيّ، يتفاقم ويُصبح أكثر حدة. بينما يؤكد نتنياهو ومن حوله، في كل فرصة سانحة، على أن الخطاب هام جدًا وقد يؤدي إلى وقف البرنامج النووي الإيراني، يقول معارضوه إن جهوده ستزيد من المشاكل بالعلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة.
قال، اليوم (الإثنَين)، قائد شعبة الاستخبارات السابق، اللواء عاموس يدلين، المرشّح من قبل حزب العمل لشغل منصب وزير الدفاع، أن تصرفات نتنياهو أشبه “بعملية تخريب سياسية”. وأضاف قائلاً: “تصرف رئيس الحكومة بطريقة غير ملائمة أبدًا، دون علم الرئيس أوباما، وتسبب بضرر لم يعد بالإمكان إصلاحه”.
تأتي هذه التصريحات لتُضاف إلى المقالة الحادة التي كتبها الصحفي الأمريكي جيفري غولدبرغ، صديق أوباما، الذي قال إن تصرفات نتنياهو هي بمثابة “مأساة”، تُعرّض العلاقة بين البلدين للخطر. قد صرحت البارحة نائبة الكنيست تسيبي ليفني، التي كانت تشغل منصب وزيرة العدل في حكومة نتنياهو، أن رئيس الحكومة يركل برجله العلاقات مع الولايات المتحدة ويضر بإمكانية تشديد العقوبات على إيران”.
وكان قد عُلم أمس، على خلفية هذا الأمر، أن ممثلي الحزب الديمقراطي في مجلس النوّاب الأمريكي سيؤجلون التصويت على إقرار عقوبات جديدة على إيران إلى ما بعد 24 آذار، لإتاحة الفرصة لأوباما لاستنفاد المفاوضات الدبلوماسية مع إيران. وكان رد ديوان رئيس الحكومة على تأجيل التصويت بأنه سيجعل خطاب رئيس الحكومة أكثر أهمية.
يتجاهل مؤيدو نتنياهو الانتقادات التي توجّه إليه من الداخل والخارج، ويختارون التطرق للحديث عن مؤيديه في واشنطن وفي وسائل الإعلام الأمريكية. قال رئيس مجلس النوّاب الأمريكي، جون باينر، المسؤول عن توجيه الدعوة لنتنياهو لإلقاء الخطاب، إنه فخور بقراره بدعوة نتنياهو لإلقاء الخطاب.
وأوردت صحيفة “إسرائيل اليوم”، المعروفة بدعمها لنتنياهو، أقوال المحرر الأول في شبكة “فوكس نيوز الأمريكية” – المعروفة أيضًا بانتقاداتها الشديدة لإدارة أوباما. قال أوريلي: “من المهم أن يسمع كل مواطن أمريكي ما يعرفه نتنياهو. دعوة رئيس الحكومة الإسرائيلية ليس أمرًا خارجًا عن القواعد، على الرئيس أن يكون قادرًا على الرد على كلام نتنياهو، وأن يقدم استراتيجية مُضادة”.