تسبب اليوم الدامي الذي مرّ أمس، والذي جرت فيه ثلاث عمليات طعن وإطلاق نار داخل إسرائيل، إلى التحدث في ائتلاف نتنياهو بعدة أصوات. في حين أن رئيس الحكومة الإسرائيلي يحاول إظهار المسؤولية الوطنية، يتنافس وزراء حكومته على كسب ودّ الشعب من خلال إطلاق تصريحات عدائية.
وجاء ذلك على خلفية استطلاع الرأي الذي نُشر أمس (الثلاثاء) في القناة الإسرائيلية الأولى، والذي يُظهر أنّ 72% من الإسرائيليين ليسوا راضين عن تعامل الحكومة الإسرائيلية مع الانتفاضة. قال 41% من المستطلعة آراؤهم إنّهم “ليسوا راضين أبدا” عن تعامل الحكومة مع الانتفاضة، في حين أنّ 32% قالوا إنّهم “ليسوا راضين بما فيه الكفاية”.
ونظرا لأنّ الإسرائيليين ينتظرون إجراءات حاسمة، سارع نتنياهو إلى الإعلان عن سلسلة من التدابير مثل إغلاق ثغرات في جدار الفصل، الحرمان من تصاريح العمل، وإغلاق قنوات تلفزيونية فلسطينية. ولكن في الوقت الذي يُعتبر فيه نتنياهو مقيّدا بسبب مسؤوليته كرئيس حكومة، ويفضّل الظهور كمتوازن وهادئ، فإنّ وزراء حكومته قادرون على السماح لأنفسهم بإصدار تصريحات أكثر حزما من أجل كسب ودّ الشعب.
فعلى سبيل المقال قال يسرائيل كاتس أمس، وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي، إنّ العمليات هي نتيجة “الهجمة الإرهابية الداعشية للإسلام المتطرف”، وإنه يجب التعامل معها على هذا النحو. وبناء على ذلك وعد كاتس قائلا: “غدا سيوضع على طاولة الكنيست مشروع قانون يسمح بطرد أسر الإرهابيين إلى سوريا، أو إلى غزة كوسيلة فعّالة رادعة ضدّ إرهاب الأفراد”.
إلى جانب ذلك اقترح وزير الزراعة الإسرائيلي أوري أريئيل مؤخرا “إيقاف حركة الفلسطينيين في الشوارع المؤدية إلى مفترق جوش عتصيون” في الضفة الغربية. ودعا أريئيل أمس نائب رئيس الولايات المتحدة جو بايدن والذي يزور إسرائيل وجرحى العمليات فيها، “ليرى عن قرب الإجرام الفلسطيني”، على حد تعبيره.
وحتى الآن، فلا يجرؤ وزراء الحكومة على التصريح بشكل واضح ضدّ نتنياهو ووزير الدفاع يعلون، وهما اللذان يقررا السياسة الأمنية الإسرائيلية. وذلك في حين تهاجم أحزاب المعارضة نتنياهو دون توقف. والأبرز من بين الجميع هو رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” أفيغدور ليبرمان الذي قال إن نتنياهو “لا يفعل شيئا”.
إلى أي مستوى ستستطيع حكومة نتنياهو احتواء الضغوطات الداخلية والخارجية؟ يبقى هذا السؤال مفتوحا الآن. ولكن في اللحظة التي يبدأ فيها أحد أحزاب الائتلاف بإرسال إشارات للانسحاب وتكون الحكومة معرضة لخطر الانهيار، حينها سيتم سحب السيوف. وقد يشن أشخاص مثل يسرائيل كاتس، الذي يطمح إلى وراثة نتنياهو داخل حزب الليكود، بالإضافة إلى أشخاص مثل رئيس حزب “البيت اليهودي” نفتالي بينيت، قد هجومًا مباشرا ضدّ نتنياهو.