تظاهر مئات المتديّنين المتطرّفين (الحاريديين) وأغلقوا شوارع في جميع أنحاء إسرائيل احتجاجا على اعتقال شبّان متديّنين تهرّبوا من التجنيد للجيش الإسرائيلي واعتبروا فارّين. ومن بين أمور أخرى، أقيمت مظاهرات في القدس، أشدود، الخضيرة، وغيرها من المواقع. اشتبك المتظاهرون مع قوات الشرطة التي هُرعت إلى المكان.
اعتُقل نحو 50 شخصا في المظاهرات العنيفة. وتمّ ضرب شرطي من حرس الحدود على رأسه بقضيب حديدي وأصيب بجروح طفيفة، وفي مظاهرة في القدس سُرق جهاز لاسلكي من شرطي آخر.
“كلّ من لم يُعتقل عليه أن يستمر في التظاهر، يُحظر السكوت على الجريمة!”
دعا زعماء الوسط الحاريدي في إسرائيل المتظاهرين إلى الخروج بشكل جماعي ضدّ اعتقال الشبّان الذين رفضوا التجنيد. وقد جاء في رسالة نصّية تمّ تعميمها بين أوساط المتديّنين: “كلّ من لم يُعتقل عليه أن يستمر في التظاهر، يُحظر السكوت على الجريمة!”، وقد رُفعت في المظاهرات لافتات مكتوب عليها “الاستدعاء لمركز التجنيد هو دخول لأنف الأسد”.
وتظاهر العشرات أمس في ميدان المحطة المركزية للأحياء الدينية في القدس، أضرموا النار في صناديق القمامة ورفعوا شعارات مثل “حرب على عالم التوراة”.
الفصيل الرئيسي الذي يقف وراء المظاهرة هو “الفصيل المقدسي”، الذي يمثّل فصيلا مستقلّا عن سائر المجتمع المتديّن في إسرائيل، وهو أكثر تطرّفا من سائر زملائه من نفس الوسط. يحرّم أعضاء هذا الفصيل أي اتصال مع الجيش الإسرائيلي، على النقيض من سائر الحاخامات الذين يحظرون فقط الانضمام إلى الجيش نفسه.
إحدى الجهات العاملة في تنظيم المظاهرات هي “لجنة إنقاذ عالم التوراة”. وقال أحد قادة اللجة اليوم: “نحن نطالب بإيقاف اعتقال الشبان الذين يتعلّمون التوراة. سنقوم بتشديد الكفاح في البلاد وفي العالم. نقول للجمهور العلماني أمرا واحدا: نحن لا نتدخّل في حياتكم، فلا تتدخّلوا في حياتنا”.
قال أحد المتظاهرين: “عندما تقوم بتجنيدي كما لو أنّك قتلتني. وهذا هو السبب في كوننا نقدّم أنفسنا حتى النهاية. فنحن لن ننضمّ للجيش”.