من ستمشي في نيويورك، اليوم، وستبحث عن التزين بأفضل المقتنيات، الفساتين، الحقائب، أحذية الكعاب وسائر ملحقات الأزياء الأكثر حداثة، ستصل في نهاية المطاف إلى الجادة الخامسة. هناك في الواقع تتجمّع معظم متاجر الأزياء الكبرى: غوتشي، ديور، شانيل، بربري وغيرها.
ولكن من خلال تصفّح متّئد لمجلات الموضة الفاخرة من الشهرين الأخيرين يبدو أنّ من يقرّر ماذا سيكون في تلك المتاجر هنّ تحديدًا نساء يهوديات متديّنات يعشنَ في أحياء حاريدية في بروكلين.
يجري الحديث عن نساء ينتمين إلى تيار يهودي متديّن جدا ومحتشم، ومنشغلات في معظم اليوم بتربية الأطفال، وبالصلوات ورعاية أسرهنّ كثيرة الأطفال. من يتجول في تلك الأحياء من المرجح أن يرى نساء شابّات يتغطّين من أخمص القدم حتى الرأس بفساتين ماكسي عملاقة، طبقات من القماش، أحذية كعب سوداء، شعر مستعار يزين رؤوسهنّ ويدفعنَ في أيديهن عربات الأطفال.
بحسب الشريعة اليهودية، يعتبر الجسم شيئا خاصا يجب أن يكون مخفيا عن أعين الناس. يهدف الاحتشام إلى الحفاظ على الخصوصية بين المرأة وزوجها بالإضافة إلى كونها طريقة للنظر إلى الجمال الداخلي للمرأة دون التشتيت الجسدي. إن العثور على ملابس عصرية تتم الموافقة عليها من قبل المجتمع المحتشم هو ليس أمرا بسيطا بالنسبة لهؤلاء النسوة، ومن ثم فهناك زيادة في السنوات الأخيرة في عدد المدونات، المصممين ومتاجر الألبسة التي تتوجّه إلى جمهور الهدف المحدّد هذا.
من بين أمور أخرى، تكتب نساء النخبة في الموضة في المجلات عن المزج بين العالم الحاريدي/المتديّن وبين عالم الموضة. وهنّ لا يتخطّين أيّ نمط مهم، يوصين بالمزج بين التنانير غير المتماثلة والقمصان المُزرّرة. كما يليق بمن هنّ على دراية يقمن باستعراض الشخصيات النسائية الترفيهية العالمية واللواتي يرتدين بشكل محتشم نسبيًّا.
فيما يلي بعض النماذج من عروض الأزياء المحتشمة التي توضح إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا الاتجاه جديرا ومثيرا للاهتمام: