نضال الجالية الأثيوبية في إسرائيل آخذ بالتسارع. بعد أن انتهت يوم الخميس الأخير مظاهرة صغيرة، نسبيًا، في القدس بأعمال شغب ومناوشات مع الشرطة، تحوّلت مظاهرة الأمس في تل أبيب ضد العنصرية إلى أعمال عنف خارجة عن السيطرة.
سار المتظاهرون، من الجالية الأثيوبية وإسرائيليين آخرين الذين خرجوا تضامنا وشجبًا للعنصرية، في شوارع تل أبيب وأغلقوا الطرقات والشوارع الرئيسية في المدينة، إلى أن وصلوا إلى ميدان رابين، المعروف بأنه مركز التظاهر الرئيسي في إسرائيل.
استطاع المتظاهرون ورجال الشرطة، خلال المسيرة، الحفاظ على الانضباط بعض الشيء، وتم الحفاظ على النظام بشكل نسبي، ما عدا الاختناقات المرورية التي حدثت، إلا انه بعد التجمع في ميدان رابين تفجّر بركان الغضب وخرجت الأمور عن السيطرة، وبدأت أحداث عنف بين المتظاهرين والشرطة مما جعل الشرطة تستخدم وسائل متطورة لتفريق المظاهرات مثل قنابل الصدمة والغاز المُسيل للدموع كما وهاجم رجال الشرطة، من على خيولهم، المتظاهرين بالعصي بهدف تفريقهم.
بدا الميدان في ساعات المساء، الذي هو عادة ما يكون مكان ترفيه نابض بالحياة، كساحة حرب. تفرقت المظاهرة فقط بعد مناوشات عنيفة ولكن كانت حصيلة ذلك عشرات الجرحى، من رجال الشرطة والمتظاهرين، ولا سيما الغضب الذي بقي دون التغلب عليه والذي يعود إلى تعامل الشرطة التمييزي ضد أبناء الجالية الأثيوبية الذين يعانون من العنف، التمييز والإهمال منذ سنوات، والذين قرروا الآن ألا يصمتوا وأن يُحركوا الوعي الإسرائيلي تجاه قضيتهم. لا شك أنهم نجحوا بذلك، إلا أنه من غير المؤكد أن التضامن والتماثل معهم سيستمر لفترة طويلة إن تحول العنف إلى جزء لا يتجزأ من احتجاجهم.