اعتذر الأخضر الإبراهيمي مبعوث السلام الدولي للشعب السوري اليوم السبت لعدم إحراز تقدم في محادثات السلام في جنيف بعدما انتهت جولتها الثانية دون نتيجة سوى الاتفاق على اللقاء مجددا.
وبعدما اتضح ان المحادثات لم تتطرق الى موضوع تغيير القيادة في سوريا ألقت فرنسا وبريطانيا اللتان تدعمان المعارضة باللوم على الرئيس بشار الأسد في عدم احراز تقدم.
ومما يعكس استمرار الفجوة العميقة بين الجانبين قال مفاوضون مناهضون للحكومة ودبلوماسي إن الحكومة السورية أدرجت اعضاء وفد المعارضة في محادثات السلام على “قائمة الارهابيين” وصادرت ممتلكاتهم.
وقال الابراهيمي للصحفيين عقب المحادثات “انا آسف جدا جدا واعتذر للشعب السوري عن آماله التي كانت كبيرة للغاية هنا ..(آماله) في ان شيئا سيحدث هنا.”
وقال الدبلوماسي الجزائري ان الاتفاق على اجلاء السكان من مدينة حمص المحاصرة اثار توقعات زائفة بأن المحادثات ستحرز المزيد من التقدم.
واضاف الابراهيمي ان الجلسة الاخيرة من جولة المحادثات الثانية التي عقدت اليوم كانت “شاقة مثل كل الاجتماعات التي عقدناها لكننا اتفقنا على جدول اعمال للجولة المقبلة عندما تعقد.”
وأكد بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ايضا على النتائج الهزيلة التي تحققت حتى الان قائلا ان عملية اجلاء المحاصرين في حمص لم تؤد الى أي تحسن اوسع نطاقا في دخول المساعدات الانسانية الى مناطق الحرب في سوريا حيث تقول الامم المتحدة انها لا تستطيع الوصول الى نحو ثلاثة ملايين شخص يحتاحون المساعدة.
في غضون ذلك قال المرصد السوري لحقوق الانسان اليوم ان اكثر من 140 الف شخص بينهم اكثر من سبعة الاف طفل قتلوا في الصراع المستمر منذ ثلاثة اعوام والذي يهز استقرار الدول المجاورة.
واضاف المرصد المؤيد للمعارضة ان حوالي ستة الاف سوري قتلوا منذ بدء محادثات السلام “جنيف 2” بشأن سوريا الشهر الماضي لتصبح اكثر الفترات دموية منذ تفجر الصراع في عام 2011.
وقال الابراهيمي ان النقاط التي ستناقش في الجولة الثالثة تشمل العنف والإرهاب وتشكيل هيئة حكم انتقالية والمؤسسات الوطنية والمصالحة الوطنية. غير انه قال ان الحكومة السورية تريد مناقشة قضية مكافحة الإرهاب أولا وترفض الانتقال لأي قضية أخرى لحين ايجاد حل لهذه القضية.
وقال ان على الجانبين التفكير في مسؤولياتهم قبل انعقاد الجولة الثالثة وان على الحكومة على وجه الخصوص القبول بان الموضوع الرئيسي للمحادثات هو تشكيل هيئة حكم انتقالية.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن بشار الجعفري عضو وفد الحكومة السورية قوله ان المعارضة تريد ان “يبقى النقاش حول موضوع مكافحة الارهاب مفتوحا إلى ما لا نهاية.” وصرح للصحفيين بعد الجلسة النهائية “من يرفض مكافحة الارهاب فهو جزء من الارهاب.”
وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني المعارض لؤي صافي ان جولة المحادثات الثانية التي استمرت اسبوعا لم تسفر عن اي نتيجة ايجابية. واضاف ان الجلسة النهائية استمرت نحو نصف ساعة.
وقالت بريطانيا وفرنسا ان اللوم يقع على عاتق الحكومة السورية في عدم احراز تقدم.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان الابراهيمي “اوضح ان النظام رفض مناقشة قضية تشكيل هيئة حاكمة انتقالية وهي القضية التي تمثل صلب المفاوضات ووسيلة اساسية لانهاء الصراع.”
وادان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس موقف الحكومة السورية وقال ان ائتلاف المعارضة “اتخذ موقفا بناء خلال المفاوضات.”
وفي جنيف قال دبلوماسي ان مفاوضي المعارضة اكتشفوا قبل بضعة ايام ان معظمهم مدرج على قائمة الارهابيين التي تضم 1500 من النشطين والمعارضين للرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت الامم المتحدة ان الاف الاشخاص فروا من بلدة يبرود التي تسيطر عليها المعارضة في غرب سوريا امس الجمعة بعدما تعرضت لقصف جوي ومدفعي في عملية اثارت مخاوف من هجوم كبير للقوات البرية.
وذكر تلفزيون المنار الذي يديره حزب الله ان الجيش السوري تقدم في منطقة يبرود وسيطر على الطريق الرئيسي بالبلدة ومعبر حدودي قريب قال انه يستخدم في التهريب.
وقال بيتر ماورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر ان هناك مناطق اخرى كثيرة محاصرة الى جانب حمص يعيش فيها اكثر من مليون شخص في ظروف بالغة الصعوبة.
وتابع “المفاوضات التي أجرتها السلطات السورية وجماعات المعارضة لم تتمخض عن عملية جادة لدخول (مواد الإغاثة) أو التزام صارم باحترام المباديء الأساسية لقانون المساعدات الانسانية الدولي.”
وتلقي ايران الشيعية وجماعة حزب الله الشيعية اللبنانية بثقلهما وراء الاسد المنتمي للطائفة العلوية والذي تهيمن عائلته على حكم البلاد منذ 44 عاما.