الإعلام الإسرائيلي يدخل إلى غرف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية: تبث هيئة البث الإسرائيلي هذه الأيام مسلسلا وثائقيا من 4 حلقات، اسمه “بعد القضبان”، عن حياة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من منظور الأسرى المحررين، يكشف جوانب غير مألوفة عن حياتهم داخل السجون وخارجها.
ويقول معد التحقيق، غال برغر، وهو مراسل الشؤون العربية في هيئة البث، أن هناك 5600 أسير فلسطيني، منتشرون في 12 سجنا، 560 منهم محكوم عليهم بالسجن المؤبد. وتحدث الأسرى المحررين الذين قابلهم برغر عن التغيير الكبير الذي مروا به في السجن الإسرائيلي وبعده، فمعظمهم أعرب عن ندمه لقتل إسرائيلي أو المشاركة في عملية راح ضحيتها إسرائيليين. وأضافوا أن الحياة في السجون الإسرائيلية فتح أمامهم النافذة للتعرف على المجتمع الإسرائيلي، وقد أصبح معظمهم خبراء للشؤون الإسرائيلية، يجيدون اللغة العبرية ويتابعون الأخبار الإسرائيلية بدون انقطاع، “أكثر من الشؤون الفلسطينية” حسب أحدهم.
وسلّط برغر الضوء في الحلقة الثانية على ظاهرة تهريب الهواتف النقالة إلى داخل السجون، كاشفا عن أن الأسرى يحاولون جاهدا تهريب هاتف نقال بواسطة دفع مبالغ طائلة (21 ألف دولار مقابل هاتف نقال) للسجانين أو إدخال قطع إلى السجن تمكنهم من بناء جهاز بدائي. وقد كشف أحد الأسرى المحررين الذي تحدث معهم برغر أن أول من أدخلت الهواتف النقالة إلى السجون كانت منظمة حزب الله.
ويقول برغر عن الانقسام بين أسرى حماس وفتح في السجون والاختلاف بينهما: “أسرى حماس يصلون أكثر.. في حين أن أسرى فتح يدخنون أكثر”. ويلاحظ في التقرير أن أسرى حماس يعيشون في مجموعات تخضع لنظام داخلي صارم مقارنة بأسرى فتح.

وعن السجن الإسرائيلي الأسوأ بالنسبة للأسرى، يشهد أحدهم أن سجن “نفحة” هو الأسوأ بسبب الظروف التي تسود فيه مقارنة ببقية السجون. وعن الاعتقاد الإسرائيلي أن الأسرى الفلسطينيين يعيشون في فندق 5 نجوم، يقول الأسرى إن ذلك غير صحيح، وإن السجن يبقى “جهنم” بالنسبة لهم رغم أن إسرائيل تمنحهم ظروف جيدة نسبيا لظروف الأسرى في العالم، مثل وجود تلفزيونات في الغرف وراديو وأدوات طبخ ووسائل تدفئة.
وفي تزامن ملفت أجرى مراسل موقع Ynet، إيليؤر ليفي، تحقيقا مماثلا، عن حياة الأسرى الفلسطينيين قائلا إن حياة الأسرى في السجن هي مرآة للمجتمع الفلسطيني، فالانقسام بين فتح وحماس في غزة والضفة موجود كذلك في السجون، والعداوة بين الطرفين والمنافسة نفسها هي هي.
وجاء في تقرير موقع Ynet أن الأسرى سرّوا جدا حين استطاعت حركة حماس خطف الجندي جلعاد شاليط، عام 2006، لأن ذلك بعث الأمل لدى الكثيرين بأنهم سيتحررون قريبا. لكن الانقسام بين فتح وحماس والانقلاب في القطاع خيّب ظن أسرى فتح لأنهم علموا أن حماس ستبذل جهدها لتحرير أسرى حماس والشخصية المركزية التي حددت معالم الصفقة في السجن كانت يحيى السنوار، الذي قرر عمليا من سيبقى في السجن ومن سيخرج.
وأعرب أسرى فتح من الذين تحدثوا مع المراسل الإسرائيلي عن خيبة ظنهم من إدارة يحيى السنوار لملف صفقة تبادل الأسرى وقال أحدهم إن السنوار كذب على معظم أسرى فتح، فبعد أن وعدهم أنهم على قائمة المحريين اتضح أن ذلك غير صحيح.