منذ الساعات الماضية، ثارت ضجة في الشبكات الاجتماعية الإسرائيلية في ظل الهجوم الكيميائي للنظام على دوما الشرقية في دمشق، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 150 سوريا حتى الآن وفق الأنباء. رغم أن الحادثة الخطيرة وقعت وراء الحدود الإسرائيلية، يعرب إسرائيليون كثيرون عن تعاطفهم مع معاناة الشعب السوري، وعن غضبهم إزاء عدم تغطية هذه الأحداث مقارنة بالتغطية الشاملة التي حظيت بها “مسيرة العودة الكبرة في غزة”.
قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، في محطة الإذاعة “آمل بزيادة عدد القوات الدولية في سوريا، وإلا ستتعزز الإبادة الجماعية”. غردت عضوة الكنيست، كاسنيا سبتلوفا، التي عملت صحفية سابقا: “يتسبب نظام الأسد بقتل المواطنين مستخدما الغازات السامة تحت أنظار العالم”، مضيفة “على الولايات المتحدة أن تبلور سياسة واضحة في سوريا في أسرع وقت”. وكتبت عضوة الكنيست، من حزب المعسكر الصهيوني: “مفزع، محزن، ولا يمكن وصف هذه الجريمة، فقد آن الأوان للكف عن الصمت، وعلى إسرائيل أن تطلب من الولايات المتحدة والعالم العمل”.
قارن متصفحون كثيرون بين التغطية الإعلامية الواسعة لـ “مسيرة العودة الكبرى” في غزة، وبين التغطية القليلة نسبيًّا ضد الهجوم الكيميائي لنظام الأسد بحق المواطنين في دوما، الذي أسفر عن مقتل 150 سوريا على الأقل.غرد متصفح إسرائيلي: “لن تتدخل الأمم المتحدة بعد الهجوم الكيميائي لأن الحديث لا يجري عن إسرائيل”. كتب إسرائيلي آخر: “يوم أمس، كانت وسائل الإعلام الدولية ما زالت مشغولة في غزة وفي برج ترامب. استنتاجاتي هي أن دم الفلسطينيين في غزة أغلى من دم السوريين”.
غرد الصحفي الإسرائيلي، يوسي ميلمان في تويتر: “يشجب العالم المتملق إسرائيل على استخدامها المتزايد للقوة في فض التظاهُرات في غزة، ولكن هناك شك إذا كان سيعرب عن اهتمامه إزاء المجزرة التي يرتكبها الأسد بحق شعبه، الذي شن هجوما كيميائيا ثانية مستخدما غاز الكلور”. ردا على ذلك، كتب أحد المتصفِّحين: “قُبَيل يوم الهولوكوست نعرف أن العالم لم يتعلم أي شيء مما حدث وهذه الحقيقة مثيرة للقلق. أين الولايات المتحدة؟ أين الاتحاد الأوروبي؟ أين الأمم المتحدة؟ أين منظمات حقوق الإنسان؟ أين أعضاء الكنيست العرب؟ كلهم لا يتدخلون”.
وناشد متصفح آخر إسرائيلي للتدخل في سوريا ضد نظام الأسد، كاتبا: “قد تصل المواد التي تُنشر في سوريا إلى إسرائيل أيضا”. وكتب متصفح آخر: “سوريا، سوريا فقط. سوريا هي الموضوع الوحيد الذي على وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تتحدث عنه باستمرار حتى يوم الهولوكوست. وكتب متصفح آخر في الفيس بوك: “شُنَ هجوم كيميائيّ على بعد 100 كيلومتر من إسرائيل، أسفر عن مقتل أكثر من 100 قتيل، وبدأت تُرى مشاهد فظيعة وتسمع أصوات رهيبة، وبالمقابل، نحن نتذمر من أمور تافهة يومية”.