في الوقت الذي تقوم فيه منظمة الأمم المتحدة بجمع مبلغ ستة ونصف مليار دولار أمريكي من أجل مساعدة ثلاثة أرباع الشعب السوري المقدر أنه بحاجة إلى مساعدة في العام 2014. بدأت إسرائيل، يوم أمس الاثنين بحشد طاقاتها لصالح اللاجئين السوريين، حيث بدأ المجتمع العربي في إسرائيل في منطقة الجليل وشفاعمرو بعملية واسعة النطاق لمساعدة اللاجئين بواسطة جمع المال والملابس الشتوية لصالح اللاجئين السوريين المقيمين في مخيم الزعاتري في الأردن، بحيث تم مساعدة أكثر من مائة وثلاثين ألف لاجئ سوري.
وصل إلى إسرائيل نفسها أكثر من ثلاثمائة لاجئ سوري فرّوا من القتال الحاصل في سوريا، وتم نقل معظمهم لتلقي العلاج في المستشفيات الإسرائيلية من خلال الحدود المشتركة مع إسرائيل في هضبة الجولان. وسُجِّلَ حتى الآن عدد من الولادات الناجحة للنساء في إسرائيل، وأجري عدد من العمليات الجراحية الطارئة لمصابي الحرب، وجرى يوم أمس حدث تاريخي، حيث تمت عملية زرع ناظمة قلبية لطفل سوري في إسرائيل.
محمود ابن الأربعة أعوام والذي ولد وهو يعاني من عاهة قلبية، وتمكن من الهرب مع عائلته من حمص، نُقل إلى إسرائيل وهو في حالة خطرة. زرع الأطباء في مستشفى “تل هشومر” لديه ناظمة قلبية مع بطارية طويلة الأمد، لإنقاذ حياته وليعش حياة طبيعية كباقي أبناء جيله.
وقد روى أب الطفل لجريدة “إسرائيل اليوم” الرحلة الشاقة التي خاضها للهرب من حمص إلى الأردن منذ اندلاع القتال. وأنه تم قتل باقي أفراد أسرته الذين بقوا في حمص، وبسبب تدهور حالة ابنه الصحية سمح له ولابنه الانتقال إلى إسرائيل من أجل إجراء عملية جراحية لابنه، في حين بقيت والدة الطفل واخته في مخيم اللاجئين في الأردن. وقال الأب عندما سمح لنا بالانتقال إلى إسرائيل لإجراء العملية الجراحية كان ذلك بمثابة ” حلم تحقق” لأنه علم بأنه السبيل الوحيد لإنقاذ حياة ابنه، وقال الأب “إنني سعيد لأنني تعرفت على هذه الدولة”.
وكان الأطباء سعداء ومتحمسين للعملية الجراحية، قال أحد الأطباء الجراحين: ” أنا لا أستطيع أن أصف هذا الشعور، بإنقاذ حياة طفل، فعندما ترى دمعة أباه أو أمه حينها لست بحاجة إلى ترجمة اللغة لأنك سوف تفهم وحدك”. ومن المتوقع في الأيام القريبة القادمة أن ينتقل إلى إسرائيل طفل يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا كان قد أصيب أثناء الاقتتال في سوريا وهو بحاجة إلى عملية جراحية عاجلة في القلب.