“ربما لا تعرفون هذا، لكن الحياة الليلية في بيروت الآن أكثر صخبًا مما كانت يومًا. إن حصلتم فقط على جواز سفر أجنبي يمكنكم اجتياز الحدود إلى… بيروت، دون وجود حزب الله في الخلفية و”أصوات” من نوع آخر. تعج المدينة بالملاهي الليلية، الحانات والموسيقى من كل الأنواع”، هذا ما استهل به موقع الترفيه الإسرائيلي، الأشهر على الشبكة، تقريره الخاص بالحياة الليلية الصاخبة في الجارة لبنان.
يُطرح اسم بيروت أحيانًا في الاستطلاعات الإخبارية الإسرائيلية التي تتحدث عن أشياء سلبية تتعلق بعمليات تفجيرية، حزب الله، نصر الله وبقية القضايا المتعلقة بالحرب. لكن، بدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الفترة الأخيرة تُظهر اهتمامها الكبير بما يخص الحياة الليلية الصاخبة في بيروت وخاصة حياة الشبان والشابات في لبنان الذين لا يخشون اجتياز الحدود الاجتماعية أو الفكرية.
“ستعطيكم بعض الصور، التي التقطت في حفلة Full Moon الأولى التي أُقيمت في بيروت قبل بضعة أيام فقط، لمحة بألوان أزهى قليلاً من الألوان التي لا بد أنكم تتخيّلونها. يعزف فارس الأسطوانات موسيقى معاصرة، وهناك أجساد عارية، وتتدفق المشروبات والإيقاع مسكر. “أنتم مدعوون لمشاهدة الفيديو والحلم بالسلام”، هكذا ينهي المراسلون الصحفيون الإسرائيليون المعروفون تقاريرهم عن حلفة Full Moon الأولى التي أُقيمت في بيروت لأول مرة قبل بضعة أيام.
يهتم المراسلون الإسرائيليون جدًا بذلك التغيير الاجتماعي الكبير الذي يشهده المجتمع اللبناني الشاب ويركّزون في مسألة إباحة تعاطي الحشيش والماريجوانا وهو الأمر الذي ظهر على الساحة اللبنانية، عمليات التحديث والاقتصاد المعولم وأيضًا نمط الحياة المعلن الخاص بالمثليّين والمنفتح جدًا في بيروت مقارنة بعواصم أخرى في الشرق الأوسط.
يستعرض الإسرائيليون تحديدًا الظاهرة الموسيقية المستلهمة من فرقة الايندي “مشروع ليلى” والحياة الصاخبة لعضو الفرقة “حامد سينو” الذي عبر عن ميوله الجنسية المثليّة.
كان آخر تقرير عن لبنان وما يحدث فيها في وسائل الإعلام الإسرائيلية هو تقرير عن موجة من عمليات المداهمة التي تقوم بها قوات الشرطة اللبنانية على مواقع تجمع رجال مثليّين. “تم تنفيذ أول عملية مداهمة في 9 آب على الحمام التركي “آغا” في بيروت وتم خلالها توقيف 27 رجلاً. وتقول التقارير أيضًا إنه تم القيام بعمليتي مداهمة أخريين في يوم 14 آب وتم اعتقال 45 رجلاً، بشكل عام”، هذا ما ورد في التقرير.
نُشير بهذا إلى أن العديد من الشبان والمواطنين الإسرائيليين مهتمين بالحياة الاجتماعية في الدول الجارة كمحاولة لإيجاد قاسم مشترك للحياة المستقبلية. تنشأ العديد من العلاقات على الشبكة بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، الفيس بوك، تويتر وإنستجرام وأبدى الكثير من الإسرائيليين رغبتهم بالانضمام للشبان اللبنانيين في المستقبل إن حدث وتوصلت الدول إلى سلام بينها.