تستمر حملة “نقطتان” التي تنظمها وزارة الصحة الإسرائيلية، والتي بدأت قبل نحو أسبوعَين في الجنوب، حيث تم توسيعها أمس (الأحد) لتشمل كل أنحاء البلاد. في اليوم الأول من الحملة، تم تلقيح نحو 30 ألفًا عبر تنقيط الفيروس المضعّف إلى داخل أفواههم، إضافة إلى نحو 60 ألفًا من أطفال الجنوب الذين جرى تلقيحهم. ووصل من وزارة الصحة: “البداية جيدة تفوق توقعاتنا”. يُذكر أنّ التلقيح الحالي لم يُعدّ منعًا للإصابة بالعدوى، بل بالأساس لمنع نقل العدوى ونشر الفيروس، لذلك فإنّ الأولاد الذين لُقّحوا ضد الشلل يُطلب منهم نيل اللقاح ثانيةً لمنع إمكانية حمل الفيروس.
حتى الآن، اكتُشف في إسرائيل 42 شخصًا حاملًا لشلل الأطفال بين آلاف فحوص البراز التي نظمتها وزارة الصحة في الجنوب. ووفق وزارة الصحة، “يشكّل هذا العدد 4.4 في المئة من العيّنات، ولذلك يشير إلى عدد لا بأس به من الحاملين للفيروس”. ويُقدّر في إسرائيل أنّ أكثر من ألف شخص يحملون الفيروس. وكان قد اكتُشف الفيروس للمرة الأولى في جهاز الصرف الصحي لمدينة رهط الجنوبية، ثم انتشر في أجهزة صرف صحي في عدد من بلدات الجنوب، وبعض بلدات المركز.
لكنّ المسألة ليست إسرائيلية فقط، بل إقليمية أوسع كما يبدو، حيث تقدّر وزارة الصحة أن الفيروس وصل إلى البلاد عن طريق مصر بواسطة مواطن إسرائيلي كان قد زار الدولة في الآونة الأخيرة، وذلك لأنّ الفيروس المنتشر في البلاد في شهر كانون الأول 2012 تمّ العثور عليه في شبكة الصرف الصحي في مصر أيضا.
ورغم الدعوات المتكررة لوزارة التربية لنيل اللقاح، فإنّ والدين عديدين لا يزالون يخشون تطعيم أولادهم. “وزارة الصحة لا تزوّدنا بمعلومات كافية. لا نعرف شيئًا بعد عن هذا التطعيم. أفضّل الانتظار لأتأكد أنه لا آثار جانبية لدى الأولاد الذين جرى تطعيمهم”، يقول أحد الآباء.
وروت إحدى الأمهات أنها، بعد قراءة عميقة في الإنترنت، اكتشفت أنّ التلقيح بواسطة النقاط يمكن أن يرفع عدد الحاملين، وأنّ أكثرية حالات انتشار المرض في العالم الغربي منذ الثمانينات ناجمة عن التلقيح بهذه الطريقة. ويثير الاهتمام أكثر معطى آخر: فعام 2005 تم إيقاف التلقيح بواسطة النقاط في إسرائيل بعد الاكتشاف أنه يمكن أن يسبّب إصابة الأولاد الذين جرى تلقيحهم بالمرض.
وجرت مقابلة وزيرة الصحة ياعيل جرمان أمس في عدد من وسائل الإعلام، حيث طلبت من الوالدين تلقيح أبنائهم. وادّعت أنّ التلقيح آمن، و”ليست هناك أية خشية”، أو آثار جانبية. “لا يجب أن تخاف الأمهات، بل عليهنّ إطاعة الإرشادات”.
وانتشرت في الأيام الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي صور لأطفال أصبح لديهم طفح جلدي أو احمرار بعد التلقيح، مرفقة بدعوات للوالدين بعدم الاستجابة لنداءات وزارة الصحة بتلقيح الأولاد. من جانب آخر، برزت دعوات إلى نيل اللقاح ومنع انتشار المرض في إسرائيل. فوجود الفيروس يرتبط عادةً بدول العالم الثالث، لذلك فإنه يثير خشية بين كثيرين على صيت إسرائيل، إذ يمكن أن يلحق الضرر بالسياحة.
ووصل الارتباك أمس إلى المحكمة العليا، إذ قدّمت جمعية “إيزون حوزر”، التي تعارض التطعيمات، التماسًا إلى محكمة العدل العليا لإصدار أمر يمنع وزارة الصحة من الاستمرار في حملة التلقيح. وادُّعي في الطلب أنّ وزارة الصحة لا تنشر كل المعلومات الضرورية للوالدين ليقرّروا إن كانوا سيلقّحون أولادهم. وطلبت المحكمة من الدولة أن تجيب على طلب إصدار الأمر حتى يوم الخميس، وأن تجيب حتى 11 أيلول بخصوص الادعاءات في الالتماس.