منذ الأيام الماضية، تدور في مجموعات فيس بوك الخاصة بالسيّاح الكثيرين إلى سيناء، نقاشات ساخنة حول مدى الخطر الكامن في قضاء عطلة في سيناء، بعد العملية المروّعة التي نُفذت في مسجد الروضة في العريش شمالي سيناء. يدعي معظم المتصفحين بشكل أساسي أن الهجوم لن يمنعهم من العودة إلى سيناء، ويقترح بعض المنشورات الجديدة في مجموعات فيس بوك إمكانية السفر إلى الحدود في الأيام القادمة أو أن أفراد المجموعة يتشاورون فيما بينهم حول أماكن الإقامة المختلفة. بالتباين، يدعي متصفحون آخرون أن زيارة السيّاح الإسرائيليين إلى سيناء تشكل خطرا فعليا.
وأوضح المتصفحون الذين رفضوا تغيير خططهم لقضاء عطلة في سيناء قائلين إن: “عسقلان وغزة أقرب إلى موقع الهجوم الذي وقع في شمال سيناء من شاطئ نويبع…” وأضافت متصفحة أخرى قائلة إن: “احتمال وقوع هجوم في القدس يوميا أعلى بكثير من احتمال وقوعه في سيناء”.
في المقابل، ادعى متصفّحون آخرون أنه يجب توخي الحظر كثيرا. “عمليا، وقع هذا الهجوم ويجب الاستعداد دائما لوقوع هجوم آخر. ومن الواضح منذ الآن في ظل العديد من الضحايا أن تنظيم داعش لا يُميّز بين الضحايا ولا ينوي الأخذ بعين الاعتبار المضيفين في شواطئ سيناء الذين قُتِل أقاربهم بوحشية في الشمال، لهذا فإن الخطر كبير. علينا أن ندرك الخطر الكامن وألا نتجاهله”، كتب متصفح قلق. أيدت متصفحة أخرى آرائه وكتبت: “من الصعب أن أفهم كيف تتحملون المسؤولية تجاه الآخرين، وتدعون بثقة أن كل شيء على ما يرام ولا يشكل السفر إلى شواطئ سيناء خطرا وكأن لديكم معلومات استخباراتية … بما أنكم سافرتم وشعرتم بالأمان ولم تتعرضوا لمشكلة فهذا لا يعني أن السفر آمن حقا. أسافر أيضًا إلى سيناء ولكني أشعر بالخوف دائمًا، وهناك فرق بين سيناء وإسرائيل فلا يوجد في سيناء قوات جيش وشرطة كما في إسرائيل تعمل على حمايتنا”.
إسرائيليون يقضون العطلة في سيناء:
https://www.facebook.com/TravelersTwitters/videos/1756921487683565/
على الرغم من التحذيرات الكبيرة، ومعرفة أنه من المستحيل أن تكون سيناء آمنة تماما، يرضخ بعض السياح الإسرائيليين ببساطة لمحبتهم لشبه الجزيرة الجميلة ويخططون لمتابعة السفر إليها رغم أنهم يدركون المخاطر الكامنة فيها. “رغم كل هذا، سأسافر إلى سيناء في أقرب وقت ممكن. مع العلم أن هذا ليس قراري الواعي”، كتب متصفح. وأوضحت متصفحة أخرى: “إذا أراد التنظيم [داعش]، فهو قادر على تنفيذ هجمات في المنطقة السياحية في جنوب سيناء أيضا. يبدو أنه لا يريد ذلك حاليا ببساطة. إنّها مسألة إحصائيات واحتمالات، وحظ طبعا. قد تحدث الهجمات في كل مكان في العالم، وفي إسرائيل أيضا. ليس هناك ما يمكن القيام به ضدّ هذه الظاهرة ولا يمكن تجاهلها. أعتقد أني أعيش مرة واحدة وهذه المرة سأعيش كما يحلو لي ولن يسلب مني أي قاتل حريتي لتحقيق حلمي. في النهاية، سنموت جميعا بطريقة ما”.
بالإضافة إلى الإسرائيليين الذين يتشاورون فيما بينهم في هذه المجموعات، هناك أيضا أعضاء بدو من سيناء في هذه المجموعات يعملون في مجال السياحة ويستضيفون العديد من السيّاح الإسرائيليين لكسب عيشهم. إنهم يحاولون تهدئة الإسرائيليين وطمأنتهم أن الأمور تسير بشكل عادي. في هذه الأثناء، يبدو أن البدو ليس لديهم أي سبب للخوف لأن معظم الإسرائيليين لا يخططون لإلغاء إجازاتهم. وخلال الأربع وعشرين ساعة الماضية سأل إسرائيلي أعضاء مجموعة الإسرائيليين الذين يقضون إجازتهم في سيناء إذا كانت هناك أية مشاكل عند العبور من إسرائيل إلى سيناء في أعقاب الهجوم، وعلم أن الحدود مفتوحة. واستمر متصفحون آخرون في طرح الأسئلة فيما يتعلق بأماكن الضيافة في سيناء لقضاء عطلة الأسبوع القريب. في اليوم التالي للهجوم، لحقت ضربة قاضية بالسياحة في سيناء ولكنها ما زالت قائمة.