تلخص الثقافة الإسرائيلية في هذه الأيام جزءًا آخر في أحد المهرجانات الأكبر والأكثر أهمية في إسرائيل، مهرجان “دوكوأفيف” (Docoaviv) الذي يتم إحياؤه كل عام في مدينة تل أبيب. يهدف المهرجان إلى تقوية الإبداع السينمائي – الوثائقي الإسرائيلي وتقديم مبدعين وأعمال سينمائية جديدة.
من بين الأفلام والأعمال السينمائية الجديدة، حظي هذا العام فيلمان فريدان من نوعهما بالثناء: الأول هو “الأمير الأخضر” (للمخرج الإسرائيلي ناداف شيرمان) الذي جسّد قصة مصعب يوسف، ابن الشيخ حسن يوسف خليل، من قادة حركة حماس في الضفة الغربية، الذي كان أحد أهم عملاء الشاباك في تاريخ دولة إسرائيل. شاهد الفيلم آلاف المشاهدين الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وقد حظي بنقد مادح على عمل الاستجواب والكشف المذهل للحقائق اللذين قام بهما مصعب يوسف حول عمله مع قوات الأمن الإسرائيلية بشأن كشف معلومات حساسة حول نشاط حماس.
الفيلم الثاني، الذي تم الإعلان عنه اليوم (الاثنين) على أنه الفيلم الأكثر محبوبًا لدى للجمهور الإسرائيلي من ضمن قائمة تشمل 15 فيلمًا مختلفًا تم عرضها في المهرجان، هو فيلم المخرجة ابتسام مراعنة “سجل أنا عربي”.
يبيّن فيلم مراعنة منوحين، الذي تناول الشاعر الفلسطيني محمود درويش، عن طريق قصتي حب دراميتين للشاعر، الأولى لامرأة يهودية والثانية لابنة دبلوماسي سوري، التوتر المزدوج في حياته، الأول لكونه شاعرًا خاصًا، شخصيًّا، يدعو إلى صنع السلام ورومنسيًّا، وبين تحوَله إلى مبدع سياسي، رمز المقاومة الفلسطينية، والثاني، بين إدراكه الشعري للعالم وبين ملل الحياة.