تشير بيانات جديدة نُشرت هذا الأسبوع إلى أن نسب التشغيل لدى النساء والرجال الإسرائيليين مرتفعة مقارنة بدول متطورة أخرى، وتوضح وضعا مميزا قياسيا. وفق البيانات، التي وردت في “تقرير وضع الدولة”، لمعهد الأبحاث الإسرائيلي “معهد طاوب”، يتبين أنه طرأت زيادة على نسبة التشغيل في إسرائيل في العقدين الماضيين. المثير للاهتمام في الرسم البياني الجديد الذي نشره معهد طاوب هو توزيعة نسب التشغيل بين اليهود العلمانيين، العرب، والحاريديين – التي تكشف أن إسرائيل تنجح في أن تحتل المرتبة الأولى والأخيرة في العالم في الوقت ذاته في نسب التشغيل.
تحتل النساء اليهوديات العلمانيات المرتبة الأولى في العالم، إذ إن نسبة النساء العاملات وهي 82.2% تجعلهن يحتللن هذه المرتبة. عدد النساء العاملات الإسرائيليات أكبر من عدد النساء في السويد، سويسرا، النرويج، ألمانيا، وبريطانيا. كما أن الرجال العلمانيين اليهود يعملون كثيرا نسبيا ويحتلون المرتبة الثامنة في العالم المتطور.
في حين يحتل اليهود العلمانيون الإسرائيليون مرتبة عالية في قائمة التشغيل في العالم، تحتل المجتمعات الإسرائيلية الأخرى مرتبة منخفضة في القائمة. الرجال الحاريديون – الذين نسبة التشغيل لديهم هي 47%–49%، هم مجموعة الرجال ذات مستوى التشغيل الأكثر انخفاضا في العالم المتطور، إذ تصل نسب التشغيل في دول أخرى لدى الرجال إلى %70 وأكثر. كما أن النساء العربيات يحتللن المراتب الأخيرة في قائمة التشغيل. حتى بعد أن طرأت تغييرات كبيرة، أدت إلى زيادة نسب التشغيل لديهن خلال عقد ونصف العقد الماضي، ما زالت النساء العربيات يشكلن المجموعة الثانية من المراتب الأخيرة.
ليس صدفة أن إسرائيل تحتل المراتب الأعلى والأسفل في قائمة التشغيل في الوقت ذاته. تعكس هذه الحقيقة أن إسرائيل هي دولة شركات ناشئة من جهة، ومن جهة أخرى دولة ذات نسب الفقر الأعلى بين الدول المتطورة، وذات نسب عالية من عدم المساواة.
كما تشير البيانات إلى أنه طرأت زيادة كبيرة على نسب تشغيل النساء الحاريديات الإسرائيليات. أدت الثورة التي حققنها في العقد ونصف العقد الأخير إلى زيادة نسبة النساء الحاريديات العاملات أكثر من المعدل في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD). إضافة إلى هذا، بدأ النجاح يتجلى بين النساء العربيات أيضا. وصلت نسبة النساء العاملات إلى %40 فقط، ورغم أن هذه النسبة منخفضة جدا إلا أنها ازدادت منذ العام 2003.