“أبو مازن ترك مستشفى الاستشاري في رام لله غاضبا وعنيدا أكثر مما كان عليه من قبل.. كان يجب على الأمريكيين أن ينتظروا وريثه قبل التقدم بخطة سلام”، هكذا افتتح المحلل العسكري والأمني لصحيفة “يديعوت أحرونوت“، ألكس فيشمان، مقالة تحليل لوضع الرئيس الفلسطيني في الراهن.
كتب فيشمان أن عباس بات مهووسا بالسيطرة، يشكك في أقرب الناس إليه. فداخليا، لم يعد أعداؤه محصورين في دائرة أتباع دحلان، وهو اليوم يعادي جميع الأطراف. فبات يعادي اللواء الفلسطيني توفيق الطيراوي، ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، وكذلك جماعة رئيس الحكومة، رامي الحمد لله وآخرين.
“أبو مازن يحارب اليوم من أجل إحباط مبادرة في حركة فتح لتعيين نائب له” كتب فيشمان وتابع “لقد أمر رجال الأمن بقمع المظاهرات في الضفة التي تطالب برفع العقوبات عن غزة”، في وصفه حالة الهلع التي أصابت الرئيس الذي يشعر أن الأرض تتحرك تحت أقدامه والجميع ضده.
أما دوليا، فيقول المحلل الإسرائيلي أن الرئيس الفلسطيني أصبح يعادي كل من يعارض وجهة نظرته إزاء عملية السلام، ولم يعد يكتفي بإسرائيل والولايات المتحدة، وإنما ضم إليهما المصريين والسعوديين، على خلفية مطالبته الجامعة العربية بقطع العلاقات مع الولايات المتحدة بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وختم كاتبا: “أبو مازن يرى الصفقة الأمريكية مؤامرة إسرائيلية أمريكية مصرية، هدفها إقامة دولة مستقلة في غزة، ونصف دولة في الضفة عاصمتها أبو ديس.. ليس فقط أنه يرفض قراءة المسودة التي فدمها له الأمريكيون، إنه يرفض كذلك الرد على اتصالاتهم. كوشنر وغرينبلات يضيعان وقتهما على هذ الرجل”.