يبدو أن زيارة الأمير ويليام إلى الشرق الأوسط قد أثرت فيه كثيرا، وقد قال للمقربين منه أن صنع السلام في الشرق الأوسط هو “أهم ما يريد تحقيقه”. “إنها بداية جديدة”، قال الأمير للمقربين منه وأوضح أنه: “عازم على الوفاء بوعوده للشبان الذين التقى بهم خلال زيارته إلى المنطقة”. وأضاف أحد مساعديه: “يتم اختيار السياسيين في المنطقة لخمس أو عشر سنوات، في حين أن الأمير ويليام سيشغل منصبا لعشرات السنوات”.
خلال زيارته، التقى الأمير ويليام إسرائيليين وفلسطينيين، ولم يلتقِ السياسيين فحسب، بل التقى شبانا كثيرين. ساهمت زيارته إلى الشرق الأوسط، وهي الزيارة الرسمية الأولى للعائلة البريطانية المالكة منذ عام 1948، بصفته مبعوث العائلة المالكة، وليس فقط بصفته يقف إلى جانب زوجته المتألقة.
رغم تعاطفه مع الفلسطينيين، الذين قال لهم الأمير: “لم ننساكم”، ورغم حقيقة أن بريطانيا وصفت زيارته إلى القدس الشرقية كزيارة إلى “الأراضي الفلسطينية المحتلة”، استُقبِل الأمير بحفاوة كبيرة في تل أبيب، ووصفه الأشخاص الذين التقى بهم بصفته رجلا محترما ومميزا.
بعد زيارة الأمير إلى متحف الهولوكوست “ياد فاشيم”، كتب مُطوَّلًا في كتاب الضيوف عن انطباعاته عن الموقع (شاهدوا خط يده الرائع في الصورة). أعرب محللون إسرائيليون وبريطانيون أن زيارته تكللت بالنجاح، موضحين أنه تم الاستعداد لها في وقت سابق. حقيقة أن الزيارة جرت في عيد استقلال إسرائيل الـ 70، في الوقت الذي أصبحت فيه العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين سيئة إلى حد بعيد، يمكن أن ننسب رغبة بريطانيا إلى زيادة تأثيرها في الشرق الأوسط، إلى ضعف تأثيرها في أوروبا نتيجة انسحابها من الاتحاد الأوروبي. فضلًا عن ذلك، تعتبر بريطانيا برئاسة تريزا ماي، أقرب إلى إسرائيل مما كانت عليه في الحكومات السابقة.
