على مدى ساعتين أو أكثر، سيوقف العالم العربي أنفاسه، حيث ستدخل في الساعة 17:00 بتوقيت البرازيل كلّ من الجزائر وألمانيا إلى الملعب في إستاد بورتو أليجري وستواجهان بعضهما البعض في إطار ثمن النهائي في كأس العالم لكرة القدم.
ميزان القوى في المباراة واضح: يعتبر المنتخب الألماني أحد المرشّحين الكبار للفوز في البطولة كلّها، وهو مرشّح للفوز. ولكن أحد الأمور التي أثبتها منتخب الجزائر حتّى الآن هو أنّه لا يجوز الاستهانة به وأنه فعلا لا ينوي التنازل بسهولة.
ترغب الجزائر بصُنع التاريخ وأن تكون الدولة العربية الأولى في التاريخ التي تتأهل للربع النهائي في كأس العالم، بعد تعادلها ذروة السعودية، التي تأهلت عام 1994 إلى الثمن النهائي من مجموعة تأهل فيها ثلاثة منتخبات من أصل أربعة.
وعلى المستوى القارّي، ترغب الجزائر في أن تكون المنتخب الإفريقي الأول الذي يتأهل للربع النهائي. ومع ذلك، فقد قامت بصُنع تاريخ صغير بفوزها 4-2 على كوريا الجنوبية، حيث أصبحت المنتخب الإفريقي الأول الذي يحرز أربعة أهداف في مباراة في كأس العالم.
وللوهلة الأولى، فإنّ احتمالات الجزائر للفوز في المنافسة ليست عالية، ولكن من المثير أن نفحص بماذا يفكّر أولئك الذين يقدّمون توقّعات إحصائية لمباريات كرة القدم: وكالات الرهان.
إنّ النظرة إلى الاحتمالات التي تقدمها وكالات الرهان العالمية لتأهل الجزائر إلى الربع النهائي مفاجئة جدّا: إنْ كنتم متأكّدين أنّ الجزائر ستتأهل وترغبون بالرهان على ذلك بالمال، فكلّ عشرة دولارات تستثمرونها ستتلقّون “فقط” 50-60 دولارًا (يتعلق بوكالات الرهان). وهو احتمال أقلّ من المتوقع بكثير، ويُظهر أنّه لا أحد يستهين بالجزائر. رغم ذلك، فمن المحتمل جدّا أن يكون الرهان بقيمة 10 دولارات لتأهّل ألمانيا للمرحلة التالية مساويًا لـ 11.5 دولارًا فقط.
وإنْ كنتم تشعرون أنّ هذه بطولة الجزائر، وأنها تستطيع الوصول لنهاية البطولة والفوز بكأس العالم، يمكنكم أيضًا أن تصنعوا المال من ذلك. والكثير من المال. في الوقت الراهن أيضًا، فإنّ الرهان على فوز الجزائر في كأس العالم قد يُربحكم مبلغًا مضاعفًا 400 مرّة (!) من ذلك الذي ستستثمرونه. ألا زلتم تقرأون المقال؟