ويقول موشي كحلون الوزير السابق موضحًا قراره بترك الحزب الحاكم برئاسة نتنياهو ليقيم حزبًا جديدًا “لقد أصبح الليكود يمينيًا أكثر مما ينبغي”، وهو بذلك يعبّر عن رأي العديد من أعضاء الحزب وناخبيه الذين يشعرون بعدم الارتياح من الصورة الجديدة والأكثر تطرفًا للحزب من ذي قبل.
كحلون، الذي يشكل جزءًا من “الجيل الجديد” من السياسيين في إسرائيل، يُعتبر بأنه يتمتع بشعبية كبيرة، وواحد من القلائل الذين نجحوا في تحقيق نتيجة تعود بالنفع على المواطنين كافة في حكومة نتنياهو السابقة، عندما فتح أبواب السوق الخلوية على المنافسة مما أدى إلى هبوط كبير في أسعار الخدمات للمواطنين.
في مقابلة أجرتها معه صحيفة ” يديعوت أحرونوت”، أعلن من خلالها كحلون عن عزمه على العودة إلى الحياة السياسية بعد انقطاع لفترة عام ونصف استغلها في الدراسة في جامعة هارفارد، يوجه خصم نتنياهو المستقبلي نقدًا لاذعًا للحزب الحاكم: ” الليكود الذي آمنت به كان ليكود مناحيم بيغن، الذي مثّل طريقًا اجتماعيًا تتمثل في تقليص الفجوات ودعم المستضعفين، وكان أيضًا براغماتيًا، وعرف كيف يصنع السلام عند الحاجة”. ووفقًا لكحلون، غيّر الحزب في عهد نتنياهو وجهته وسيطر اليمين المتطرف على مؤسسات الحزب.
وأضاف كحلون أنه وقعت صدامات بينه وبين نتنياهو على أسس أيديولوجية في كل ما يتعلق بدعم الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت في إسرائيل قبل عامين.
مما لا شك فيه أن البيئة المحيطة بنتنياهو تشعر بتهديد كحلون لهم، حيث أن كحلون يمكنه أن يشكل بديلاً لناخبي الليكود التقليديين، الذين يشعرون بأن نتنياهو يضر بالضعفاء في إسرائيل، وذلك في ظل غياب مرشح آخر يمكنه أن يشكل تحديًا له (تمت إدانة أولمرت للتو بمخالفة جنائية، ويخضع رئيس الأركان السابق غابي أشكنازي هو الآخر إلى تحقيقات معقدة).
ثمة مسألة أخرى تتعلق بمنشأ كحلون الشرقي الذي يمكن أن يجتذب العديد من الناخبين ذوي الأصول الشرقية والذين يشعرون بأن ليس لديهم التمثيل الكافي في الحزب الحاكم .
يفهم كحلون أيضًا أنه ليس في وضع يتيح له تهديد استمرار حكم نتنياهو، لكنه يستطيع بالتأكيد اقتطاع قسم كبير من أصوات ناخبي الليكود مما يقوض قدرة رئيس الوزراء على تشكيل ائتلاف في المستقبل.