لقد تحول ذلك إلى أمر اعتيادي – يكشف الإعلام الإسرائيلي في كل أسبوع عن قضايا فظيعة تتعلق بالعنف الجنسي بين الشباب. فعلى سبيل المثال، تم قبل شهر الكشف عن قضية اغتصاب جماعي مروّع، نفذه خمسة مراهقين ضد فتاة عمرها 12 عامًا. وقد كُشفت اليوم قضية أخرى – فقد هاجم أربعة شبان فتاة في الثالثة عشرة من عمرها، أجبروها على ممارسة الجنس معهم، وقاموا بتسجيل ما فعلوه. يعرض استطلاع جديد تم إجراؤه في إسرائيل تفسيرا ممكنا لهذه الحالات: مشاهدة المواد الإباحية.
أجرى الاستطلاعَ اتحادُ مراكز مساعدة ضحايا الاعتداء الجنسيّ، وشارك فيه 250 مراهقا يتراوح جيلهم ما بين 14 و18 عامًا. وتُعتبَر نتائج الاستطلاع مقلقة إلى حد كبير. فقد بلَّغ 86% من الشبان و 69% من الشابات أن أصدقاءهم يشاهدون الأفلام الإباحية أو يتصفحون مواقع ذات محتوى إباحي، كما أشار ثلث من المشاركين في الاستطلاع أنهم تعرضوا لأفلام إباحية قام بنشرها أبناء جيلهم.
والأسوأ من ذلك، هو أن نصف الشابات قد أخبرنَ أنهنّ يعرفن شابة تعرضت لاعتداء جنسي. إضافة إلى ذلك، أشار 73% من المستطلَعة آراؤهم إلى أنهم لا يعرفون كيفية التعامل مع حادثة لشابة تقيم علاقات جنسية مع عدد من الشبان، حتى إنّ بعضهم قالوا إنهم لن يُخبروا أحدًا بذلك.
وتشير نتائج أخرى إلى أنه ليس هنالك أي مرجع يعود إليه الشباب بخصوص الأسئلة التي تراودهم ولا يجدون عنها إجابةً في موضوع الجنس. لا يشعُر معظم الشبان والشابات بالارتياح بالبوح لآبائهم عن مواضيع ذات صلة بالجنس والاعتداء الجنسي، فيما يشعر 35.5% فقط بالارتياح لدى القيام بذلك. وعندما يجري الحديث عن طاقم المدرسة، فإن الوضع أكثر سوءًا – حيث قال أقل من 1% إنه سيشعرون بالارتياح لدى التوجه إلى المُعلِّم/ة، فيما قال 7% إنهم كانوا سيتوجهون إلى مستشارة المدرسة.
لم يبقَ لدينا سوى أن نفكر إلى أين يمكن تتوجه شابة قد تعرضت للأذى الجنسي، حينما تشعر بأن جميع الطرق مسدودة أمامها.