لم يعد يؤمن الشبان الغربيون بأداء قسم الزواج التقليدي ولكنهم يحبون احتفالات العرس جدا. ماذا يفعلون؟ ينظمون عرسا زائفا بهدف أن يتناولوا المشروبات الروحية ويحتفلوا. ويبقى المشاركون عزابا في نهاية الاحتفال، وكذلك العريس والعروس اللذان أقيم العرس احتفالا بهما.
بدأت صرعة الأعراس المزيفة في الأرجنتين، وهبطت نسبة الأزواج المتزوجين فيها إلى %61 في العقدين الماضيين. بسبب نقص الأعراس الحقيقية، بدأ يشعر الشبان الأرجنتيون باشتياق إلى المشاركة في احتفالات الفرح لهذا بدأت احتفالات الأعراس المزيفة تزدهر.
تحدث المبادر إلى الفكرة وهو رجل أعمال في مجال إقامة الحفلات، من الأرجنتين وعمره 26 عاما عن الأعراس المزيفة. “قبل عامين، لاحظت أنا وعدد من الأصدقاء أننا لم نشارك في مراسم عرس منذ وقت، وأن لا أحد يتزوج تقريبا في الفترة الأخيرة”. لا ينوي هذا المبادر وأصدقاؤه الزواج ولكن بصفتهم يعقدون مراسم زواج فهم يفكرون أن الأعراس هي مناسبات ناجحة. فقد أقام المبادر وأصدقاؤه مشروع “فلس بودا (“أعراس مزيفة” باللغة الإسبانية) وأستأجروا ممثلين ليؤدوا دور العريس والعروس وباعوا بطاقات دخول بسعر 50 دولارا فقط. لدهشتهم، حقق العرس المزيف نجاحا منقطع النظير، وشارك فيه نحو 700 محتفل.
تحدث أحد المشاركين في العرس لماذا هو وأصدقاؤه مستعدون لدفع المال والمشاركة في عرس مزيف، ولكنهم لا يخططون للزواج. “أنا أعزب وكذلك أصدقائي، من كلا الجنسين. نحن لا نخطط للزواج، فالزواج اتفاق رسمي لا تربطه أية صلة بالحب”.
في إسرائيل أيضًا، هناك ارتفاع في سن العزوبية، وعدد الأزواج الذين يتزوجون آخذ بالنقصان، لهذا اختُرِعت نسخة إسرائيلية محلية لصرعة العرس المزيف. في مقال كتبته شابة من تل أبيب قبل بضعة أسابيع، تحدثت فيه كيف شاركت في عرس مزيف لعبت فيه دور العروس. أوضحت أن كل الشبان المشاركين في العرس لعبوا “دورا” مثلا، العروس، الشوشبين، أصدقاء العريس، شريكة حياة العريس السابقة التي تشارك وتلعب دور مدمرة الاحتفال، وغيرها.
في إسرائيل، التي تُجرى فيها مراسم العرس في المؤسسات الدينية، ليس في وسع الكثير من الإسرائيلين الزواج – فهناك الأزواج المختلطون، المثليون، أو الملحدون الذين لا يؤمنون بالزواج الديني. يشكل العرس المزيف لدى الشبان الإسرائيليين احتجاجا على مؤسسة الزواج التقليدية التي باتت تفقد مكانتها.
فوفق الاستطلاعات، هناك جزء كبير من العرسان سينفصل لاحقا. لهذا يفضل الشبان الإسرائيليّون التنازل عن المراسم الرائعة والمثيرة للضغط، وبدلا من ذلك يحتفلون بمراسم عرس مزيف، دون الاحتفال بعرسان حقيقيين. توضح “العروس” في أحد الأعراس الإسرائيلية المزيفة قائلة: “تقول والدتي أنه يجب الاحتفال في كل لحظة في حياتنا، وحتى إن لم تكن هناك أسباب حقيقية علينا أن نجدها ونفرح أيضا. هل هناك ما هو أفضل من الأعراس؟ نشعر بالفرح في الأعراس دائمًا”.