أمس الأول، الثلاثاء، كان أفراد عائلة لبنيك فرحين بشكل خاصّ. خرج الوالدان وأطفالهما الأربعة الذين تتراوح أعمارهم من سنة ونصف حتى ثلاثة عشر عاما، من حفل لمطرب محبوب وسافرت العائلة متجهة إلى منزلها في مستوطنة “شفي شومرون”. ولكنها لم تصل إلى منزلها، لأن سيارة العائلة اصطدمت في الجهة الأمامية بسيارة أخرى كانت في الاتجاه العكسي بعد أن فقد سائقها السيطرة.
لهذا قُتِلت “أوري” ابنة 12 عاما وأخوها “روئي” ابن 8 أعوام على الفور. ولكن نُقل سائر أفراد العائلة الجرحى إلى المستشفى. كما وأسفرت الحادثة عن مقتل السائق الفلسطيني ابن 21 عاما، وأصيب أيضا أربعة مسافرين كانوا معه بإصابات متوسطة.

جرت أمس مراسيم دفن طفلي عائلة ليبنيك. لم تشارك الوالدة المصابة في الجنازة لأن حالتها خطيرة وفاقدة للوعي، لهذا ما زالت لا تعرف أنها فقدت طفليها الغاليين. وصل الوالد الجريح الذي تبرع بأعضاء طفليه لبنك الأعضاء، إلى الجنازة وهو مستلق على سرير لنقل المرضى ورثى طفليه: “أودعكما يا غاليين نيابة عن الماما أيضا”، وأضاف: “يا إلهي، لا أفهم ما هذه الحوادث الصعبة. “لا أفهم كيف توفي ابني وابنتي”. قالت جدة الطفلين: “خسرنا أعز ما عندنا. من المحزن جدا أننا خسرنا حفيدين، أجمل ما عندنا”.
قال جيران عائلة ليبنيك أن أجواء من الحزن تسود في المستوطنة. “كان من الصعب أن نخبر الأطفال بالحادثة. وصل مربي الصف إلى المدرسة اليوم صباحا وعانق كل الأطفال ومن ثم أدوا الصلوات معا. في المستوطنة، نحن ندعم بعضنا بعضا، وعندما يتعرض أحد لإصابة يشعر الجميع بالحزن. وعندها نسعى لمساعدة العائلة ودعمها”.
وقد تفاجأ المطرب الذي شاركت العائلة في حفله الموسيقي عندما سمع عن الكارثة. فكتب في منشور له في الفيس بوك: “أنا حزين جدا هذا الصباح. يصعب علي أن أستوعب حجم هذا الخبر الخطير. كيف يلقى الأشخاص حتفهم سريعا، وكيف لم تصل العائلة إلى منزلها”. وقال المطرب أيضًا إنه في نهاية الحفل الموسيقي التقطت العائلة المتحمسة صورا معه، دون أن تعرف أن هذه هي صورها الأخيرة.