باستخدام القليل من الإبداع نجح أحد السكان في تحويل مكانة الأطفال الفلسطينيين من مكانة غير معتبرة إلى مكانة ذات أهمية شعبية. المواطن موشيه، كان يشاهد بحزن كل يوم جمعة الأطفال الفلسطينيين الفقراء وهم يتجوّلون في المناطق الغنية في القدس ويحاولون التسوّل أو بيع بضاعتهم دون نجاح، حيث لا يهتم بهم المارّة.
لذلك قرّر أن يُجري تجربة، تكللت بنجاح منقطع النظير، لذلك اقترح على الأطفال الفقراء التخلي عن بيع الأغراض الصغيرة لصالح الحاجة الأكثر طلبا والتي يحترفونها جيدا ألا وهي معرفة اللغة العربية.
من أجل ذلك افتتح موشيه كشكًا مؤقّتا في شارع عيمق رفائيم في القدس، ووضع لافتة تقترح على المارّة “عشر دقائق لتمرير درس في العربية – مقابل عشرة شواقل (2.5 دولار)”. وأعطى لكل واحد من الأطفال بلوزة كُتب عليها “معلّم للعربية”، وأوراق للدرس مع دليل محادثة أساسي بالعربية مترجَم إلى العبرية والإنجليزية.
يوزع الأطفال أوراق دليل المحادثة على المارّة الراغبين في التعلّم، ويدرّبونهم على الحديث بالعربية من خلال تناول أسئلة وأجوبة.
تظهر من بين العبارات التي يعلّمها الأطفال لطلابهم الطارئين، عبارات مثل “كلنا في الهوى سوى”، “هي هي لبنية”، “من ثمك لباب السماء” والكلمات “فلسطين”، “الأردن”، “لبنان”، إلى جانب كلمات أساسية لإجراء محادثة صغيرة أولية بالعربية.
أعرب المارّة، الناطقون بالعبرية والإنجليزية، الذين حاولوا حتى ذلك الوقت الهروب من الأطفال المتسوّلين، فجأة، عن اهتمامهم بما يقترحه هؤلاء الأطفال. وطلبوا أن يدفعوا لهم مقابل درس العربية أكثر مما كانوا يدفعون مقابل الأغراض الرخيصة التي كان يبيعها الأطفال في الماضي. وهكذا، بممارسة عمل بسيط واحد أصبح الأطفال ذوي مكانة متدنية يتصدرون مكانة هامة.