أحد التقاليد المعروفة جدًا في يوم الغفران اليهودي هو “أُضحية الديك للتكفير عن الذنوب”. وحسب التقليد، يتم تدوير الديك بحركة دائرية فوق رأس الشخص اليهودي، مع الإعلان عن موت هذا الديك مقابل تكفير ذنوب الشخص وحصوله على حياة جيدة وسعيدة. بعدها يُؤتَى بالديك للذبح، وفي الغالب يقدم لحمه كصدقة على الفقراء.
الفكرة من وراء هذا التقليد الذي يقوم به الناس غالبًا في يوم الغفران، هي “نقل” الخطايا والذنوب التي فعلها الإنسان اليهودي في تلك السنة – منذ يوم الغفران الماضي إلى اللحظة – حيث يكفر دم الديك المذبوح عن تلك الخطايا عوضًا عن دم الشخص نفسه، وهكذا يستقبل هذا اليوم المقدس وهو “طاهر” وعلى استعداد لطلب المغفرة من الله.
مع ذلك، عارض الكثير من الحاخامات اليهود هذا التقليد على مر السنين، حيث أباحوا استبداله بصدقة مالية مباشرة للفقراء، وألغوا الحاجة إلى ذبح هذا الديك المسكين. هناك من ادّعى أن هذا التقليد أصله ليس يهوديا، وأنه عبارة عن أُضحية يُضحَّى بها خارج المعبد ولذلك يُمنَع أكلُها.
في السنوات الأخيرة، ازدادت في إسرائيل التوجهات المعارضة لهذا التقليد، خاصة بسبب دوافع “ألم ومعاناة الحيوانات”. حيث يدعي نشطاء تابعون لمؤسسات حقوق الحيوان أن هذا التقليد مخالف لقانون معاناة الحيوانات، وأيضًا من ناحية دينية يهودية، الذي يقوم بهذا التقليد بدلا من أن يكفر عن خطايا سابقة، هو يرتكب خطيئة أخرى بتعذيب كائن بريء، ولذلك يطالب هؤلاء النشطاء باستبدال هذا التقليد بصدقة يعطيها اليهودي للفقراء، الأمر الذي أقر به الحاخامات.
حرصت وزارة الزراعة الإسرائيلية هذه السنة أن تنشر وتشدد على القوانين الخاصة بهذا التقليد، بطريقة يُمنع فيها تعذيب هذه الكائنات، وطالبت بالعديد من الشهادات الصحية أيضًا، الأمر الذي أثار ضجة وسط الحاريديين المعتادين على القيام بهذا التقليد. تذمر الكثير من الجزارين وقالوا “إن هذه القوانين تقريبًا لا تتيح المجال للقيام بهذا التقليد”، وهكذا اعترفوا بأن هذا التقليد يسبب ألما ومعاناة كبيرة للديوك. من أجل ذلك، أتاح حاخامات كثيرون أن تُؤَدّى هذه الفريضة عن طريق تقديم صدقة بدلا من ذبح الديوك، لذلك، بحسب التقديرات، من المتوقع هذه السنة أن يتم ذبح عدد قليل من الديوك مقارنة بسنوات ماضية.