نُشر أمس في وسائل الإعلام الأردنية أن وزير الداخلية الأردني، غالب الزعبي، ينوي إلغاء عرض فرقة “مشروع ليلى” اللبنانية في عمان، الذي من المتوقع أن يُعرض بعد مرور أسبوعين. تذكر مشجعو الفرقة فورا أنه في السنة الماضية كان من المخطط إقامة عرض كبير لمشروع ليلى في عمّان، وقد ألغيَ أيضا بسبب ممارسة ضغط جهات محافظة وذلك قبل بضعة أيام من موعد عرضه.
يشكل الجدل الخاص حول العرض جدلا أوسع ومبدئيا أكثر. فيدعي معارضو العرض أنه يدفع قدما محتويات تضر بشعور الجمهور وتتعارض مع العادات والتقاليد. تأتي معارضة المحافظين بناء على الشائعات التي تتحدث عن هوية أحد أعضائها الجنسية. فعضو الفرقة الموسيقية، حامد سنو، مثلي لا يخفي ميوله الجنسية.
تعتبر أغاني الفرقة ثورية في أوساط الشبان لأنها تتطرق إلى مواضيع مثل الجنسانية، المشاعر، الانتحار، الجندر، وتنتقد المجتمع العربي. يأتي نجاح أعضاء فرقة مشروع ليلي غير المسبوق بسبب مستوى الموسيقى العالي جدا، النصوص اللاذعة، والتطرق إلى الفجوات بين الأجيال في المجتمَع العربي.
في نهاية المطاف، الجدال الأساسي هو السؤال – هل سيتنازل الأردن عن الظاهرة الاجتماعية الأكثر رواجا في العالم العربي في وقتنا هذا لأن البعض يعتقد أن كون الإنسان مثلي يعتبر شذوذا؟ أوضح جزء من مؤيدي الفرقة أن دعم مشروع ليلى لا يشكل دعم المثلييين، بل دعما لحرية التعبير. وأوضح جزء آخر أنه لا يهمه الميول الجنسية لأعضاء الفرقة. أعربت وزيرة السياحة الأردنيّة، لينا عناب، عن دعمها لإقامة العرض الموسيقي. ظل أمامنا الآن أن ننتظر بصبر لمعرفة مَن سيحسم الأمور هذه المرة.