إسرائيل مصدومة من قتل الأب الوحشي لولديه. فالبارحة في ساعات الليل، وصل إلى مركز الشرطة في مركز البلاد شخص، وهو ملوّث بالدماء، وأبلغ رجال الشرطة المفزعين أنه قد قتل ولديه للتو طعنًا بالسكّين.
طلب رجال الشرطة الإسعاف الأولي وسارعوا إلى مسكن الأب، في بلدة صغيرة في مركز البلاد، وهناك اكتشفوا المشهد الفظيع لبنت عمرها 12 عامًا وولد عمره 10 أعوام، وهما جثتان هامدتان في المنزل. لم يستطع رجال الشرطة الذين رأوا المشهد الفظيع بأم أعينهم استيعاب المشهد غير الهيّن.
لقد حضر الولد والبنت البارحة من الولايات المتحدة إلى البلاد للقاء والدهم، وقام بأخذهما من المطار ومن ثَمّ إلى البيت. ففي ساعات المساء، قضى الأب وقته مع ولديه وأقرباء العائلة الذين جاؤوا لزيارتهم، وما أن ولّى الأقارب، حتى هاجم الأب، على ما يبدو، أولاده بالسكين و قتلهما.
فالأب والأم مطلّقان، وسكنا حتى الطلاق في نفس البلدة. في السنوات التي سبقت الطلاق، شكت المرأة أكثر من مرة للسلطات الاجتماعية الإسرائيلية عن العنف الذي يمارسه الزوج عليها، وحتى أنها كانت تعيش في مقر النساء المضروبات بعد إحدى الشكاوى.
بعد أن تطلق الزوجان، انتقلت الأم للعيش في الولايات المتحدة مع ولدَيها، وبقرار من المحكمة التي تداولت أمر الطلاق، تقرر أن يرى الأب ولديه مرتين في السنة . يبدو أن البارحة كانت إحدى المرتّين. وفي أعقاب الحادثة، اعتقلت الشرطة الأب وحتى الآن يرفض التحدث معها.
وللأسف الشديد، هذه ليست المرة الأولى التي يقتل فيها أب أولاده في إسرائيل. ففي السنوات الأخيرة، جرت حوادث مشابهة، حيث كانت وصلت الذروة في شهر أيلول عام 2013 ، إذ، حدثت ثلاث جرائم قتل فظيعة. في إحداها، ألقى الأب ولديه (3 و 5 أعوام) من بناية عالية وقفز بعدهما ولاقى جميعهم حتفهم، وثم جرت حادثة قتلت فيها أم ولديها (5 و 7 أعوام).
الحدث غير الطبيعي الذي جرى أول أمسِ يجعل الأولادَ، في مقدمة النقاش الجماهيري، الذين تنقلب حياتهم رأسًا على عقب مع انفصال آبائهم وتفكك العائلة. حسب المعطيات الإحصائية، أكثر من ربع الأزواج في إسرائيل لن يعيشوا معًا حتى يفرق الموت بينهما، وبالطبع، سيدفع الأولاد الثمن أكثر من غيرهم وسيضطرون للنشوء بين والدين يسود التوتر بينهما.
تحل كثير من حالات الطلاق فقط في المحكمة، التي تقرر زيادة على تقسيم الملك المشترك، كيف سيترعرع الأولاد بين الوالدين. وتهتم المحكمة الإسرائيلية في قراراتها أولا وأخيرًا “بمصلحة الأولاد”.
لكن، على ضوء حوادث القتل الفظيعة، تزداد الدعوات للمحاكم بالحكم ألا يُسمح للوالدين، اللذين هناك شهادات على ممارستهما العنف وقلق على ثباتهما النفسي، برؤية أولادهما. من الناحية الأخرى، من الصعوبة بمكان التقرير في هذا قرارًا قاطعا، إذ يُخشى أن تؤدي زيادة إبعاد الوالدين عن أولادهم إلى أن لا يرى آباءٌ كثر غير خطِرين أبناءهم أبدًا وألا يرافقوا مسيرة نشأتهم.