أثناء الحفريات في القدس، كُشِفت كتابة نادرة على حجر من القرن الأول للميلاد، يظهر فيها اسم “القدس”، بالأحرف العبرية. هذه الكتابة هي الأقدم التي تتضمن اسم “القدس” تماما كما يُكتب في يومنا هذا. عُرِض الحجر للمرة الأولى اليوم (الثلاثاء) صباحا في مؤتمر صحفي في سلطة الآثار وفي متحف إسرائيل.
كُشفَت الكتابة في الشتاء الماضي بالقرب من مباني الأمة (بنياني هؤماه) في القدس، أثناء حفريات بإشراف سلطة الآثار قبيل شق طريق جديد في المنطقة. خلال الحفريات، كُشِفت أسس المبنى من الفترة الرومانية الذي كان يتضمن أعمدة. كان في المبنى عامود حجري مستدير، الذي استُخدِم كثيرا في المباني على الطراز الروماني، وكان مكتوب عليه كتابات آرامية بأحرف عبرية، التي كانت شائعة في فترة الهيكل الثاني، في فترة حكم هيرودس. كُتِب على الحجر: “حنانيا بار دودلوس من القدس”.
قال مدير عام متحف إسرائيل، البروفيسور عيدو برونو اليوم صباحا: “بصفتي ابن القدس، أشعر بحماس عند قراءة هذه الكتابة التي كُتبت قبل نحو 2.000 عام، لا سيما أن الحديث يجري عن كتابة يمكن أن يتعرف إليها كل طفل تعلم اللغة، إذ أن الكتابة منذ أكثر من 2.000 سنة لم تتغير”.
كان اسم القدس نادرا في العصور الماضية. من بين 660 مرة يظهر فيها اسم القدس في التوراة، هناك خمس مرات فقط يظهر فيها اسم القدس بالشكل الكامل كما هو معروف اليوم. إذ إن في بقية الحالات كُتب اسم القدس بشكل يختلف بالعبرية بحيث لا يتضمن حرف الياء. “في الواقع هذه هي الكتابة المنحوتة الوحيدة على حجر من فترة الهيكل الثاني التي يظهر عليها اسم القدس بالكامل”، أوضح الدكتور يوفال باروخ، مدير منطقة القدس في سلطة الآثار.
وأوضح أن الاسم “حنانيا” الذي يظهر في الكتابة على الحجر كان شائعا جدا في تلك الفترة في القدس. كما أن “دودلوس”، اسم والد حنانيا، هو صيغة للاسم اليوناني “دايدالوس”، الأسطوري، المهندس والنحات.