من تابع احتفالات ذكرى انطلاقة حماس لا يمكنه ألا يلاحظ ذلك التوجه الذي ظهر في الخطابات – الشكر الكبير لإيران على دعمها للمقاومة. برزت تحديدًا تصريحات المتحدث أبو عُبيدة، الذي شكر الجمهورية الإسلامية على دعمها المادي والعسكري، قائلا: “أمدتنا بالصواريخ التي دكت المُحتل في الجولات السابقة ودعمتنا بالصواريخ المضادة للدبابات التي حطمت أسطورة المركافا”.
يشير هذا الأمر إلى انتهاء التوتر الشديد الذي ساد بين حماس وإيران على خلفية الحرب الأهلية في سوريا. وصل التوتر مع إيران ومع المحور الشيعي إلى ذروته بطرد خالد مشعل وبقية قادة حماس من دمشق عام 2011، على خلفية رفض حماس دعم نظام الأسد.
أحد الدلائل البارزة على التقارب بين حماس وإيران هو وصول بعثة رفيعة المستوى من حركة حماس إلى طهران في الأسبوع الماضي. تباحثت البعثة مع مسؤولين إيرانيين حول احتمالات تحسين العلاقة بين حماس وبين الجمهورية الإسلامية.
إنما هناك من ليس راضيًا عن ذلك التقارب، المُستمر منذ وقت طويل وبرز بشكل واضح خلال الحرب على غزة. قال موقع وكالة الرأي للإعلام، إن السلطات السعودية، غاضبة من التقارب الأخير بين حركة حماس وإيران.
وأضاف الموقع التابع للحكومة السابقة بغزة، والتي كانت تديرها حركة حماس، نقلا عن مصادر لم تكشف عنها، أن “اتصالاً رسميا جرى بين مسؤولين في جهاز المخابرات السعودية وبين قيادة حركة حماس في الخارج حول تطور علاقات الحركة مع إيران”.
ورد في الموقع أيضًا أن السعوديين اقترحوا على حماس أن يبذلوا جهودًا أكثر لرفع الحصار عن غزة، مقابل إنهاء أية علاقة بين إيران وحماس. لم يرد قادة حماس على هذا العرض، ولكنهم قالوا إنهم سيبحثونه.
يبدو أن ذلك الأمر هو استمرار لمحاولة السعودية لإخراج حماس من دائرة التأثير الشيعي. يدور الصراع بين السعودية وإيران للسيطرة على الشرق الأوسط على عدة جبهات: في السنوات الأخيرة كانت سوريا مركز الصراع العنيف بين القوتين العظميين المحليتين، وحتى أنه كان يبدو أن السعوديين هم المسيطرون.
ولكن جسارة قوات الأسد، والدعم الكبير من قبل حزب الله الشيعي، أعطى دلالة على انعطافة إقليمية لصالح إيران. فضلًا عن ذلك، أثار عدم قدرة الدول الغربية على وقف برنامج إيران النووي بشكل فعّال استياء السلطات السعودية.