دان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في بيان رسمي صادر عن الرئاسة الفلسطينية نشرته وكالة وفا الرسمية للانباء خطف الاسرائيليين الثلاثة كما ندد “بالخروقات الاسرائيلية المتلاحقة”.
واختفى الفتية الثلاثة مساء الخميس قرب غوش عتصيون حيث كانوا يستوقفون السيارات المارة لتوصيلهم مجانا الى القدس. وتقع كتلة غوش عتصيون الاستيطانية بين مدينتي بيت لحم والخليل في جنوب الضفة الغربية.
والشبان هم ايال افراخ (19 عاما) من بلدة العاد الدينية قرب تل ابيب ونفتالي فرينيكل من قرية نوف ايالون قرب الرملة بينما يقيم الثالث وهو جلعاد شاعر (16 عاما) في مستوطنة طلمون في الضفة الغربية المحتلة.
ويحمل فرينيكل الجنسية الاميركية ايضا حيث ذكرت الاذاعة العامة ان دبلوماسيين اميركيين التقوا بعائلته.
ويواصل الجيش الاسرائيلي الاثنين عمليات البحث عن الشبان حيث قام بنشر تعزيزات عسكرية في الضفة الغربية تعد الاهم منذ نهاية الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2005.
واعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين بان العثور على الثلاثة “سيستغرق وقتا” فيما حذر وزير الدفاع موشيه يعالون من ان حماس “ستدفع ثمنا باهظا”. ودعت مصر اسرائيل الاثنين الى ممارسة “اقصى درجات ضبط النفس”.
وبينما اتهمت اسرائيل حركة حماس بالوقوف وراء الخطف، اعتقل الجيش الاسرائيلي اربعين قياديا في حركة حماس. واعتقل الجيش رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز الدويك العضو في حركة حماس في سياق اعتقالاته لاعضاء الحركة في انحاء الضفة الغربية.
وكانت اسرائيل اعتقلت الدويك ووضعته قيد الاعتقال الاداري في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير حتى تموز/يوليو 2012.
وبحسب القانون الاسرائيلي الموروث عن الانتداب البريطاني، يمكن وضع المشتبه فيه قيد الاعتقال الاداري من دون توجيه الاتهام له لمدة ستة اشهر قابلة للتجديد لفترة غير محددة.
واكد مصدر امني فلسطيني اعتقال الدويك مشيرا الى انه تم اعتقال خمسة نواب اخرين من الحركة في الخليل.
وقال الجيش انه اعتقل 150 فلسطينيا منذ الخميس، بينما اكدت متحدثة باسم نادي الاسير الفلسطيني ان الاعتقالات ما زالت مستمرة الاثنين.
وحضت منظمة هيومن رايتس ووتش في بيان “اي مجموعة مسلحة فلسطينية تحتجز الفتية الاسرائيليين الثلاثة في شكل غير قانوني على الافراج عنهم فورا وبلا شروط”. كما طالبت القوات الاسرائيلية بعدم “القيام بعمليات توقيف جماعية تعسفية”.
ومساء الاحد طوق جنود اسرائيليون منزلا في حي فلسطيني في الخليل وطلبوا من سكانه تسليم انفسهم. واطلق الجنود قذيفة صاروخية على باب المنزل، مما اسفر عن اصابة شخصين واعتقال ثلاثة اخرين.
واجتمع نتنياهو الاثنين مع الحكومة الامنية المصغرة لبحث اتخاذ خطوات اضافية ضد حماس.
ونقل موقع والا الاخباري عن مسؤولين كبار قولهم “احد الخطوات التي سيتم بحثها هي امكانية طرد قادة كبار من حماس من الضفة الغربية الى قطاع غزة بالاضافة الى هدم منازلهم”.
بينما نقلت صحيفة هارتس عن مسؤول كبير قوله ان وزارة العدل بحثت الاحد قانونية طرد اعضاء حركة حماس الى قطاع غزة، مشيرة الى ان كل من وزيرة العدل تسيبي ليفني والمدعي العام يهودا فاينشتاين بالاضافة الى مسؤولين اخرين في الوزارة شاركوا في الاجتماع.
وقال معلقون اسرائيليون ان اسرائيل قد تستغل هذا النشر العسكري لتفكيك حركة حماس في الضفة الغربية.
ولم تتوقف اسرائيل عن توجيه انتقادات للاتفاق الذي توصلت اليه منظمة التحرير الفلسطينية وحماس في 23 نيسان/ابريل لوضع حد للانقسام السياسي بين الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 2007.
وادت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية التي تضم شخصيات مستقلة اليمين القانونية في 2 من حزيران/يونيو الماضي.
وقال المراسل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت اليكس فيشمان ان “اسرائيل استغلت الفرصة لشن حملتين اضافيتين حيث قامت باعتقالات واسعة مرتبطة بالتحقيق في الخطف. واعتقلت ايضا بعضا من النواة الصلبة للقيادة السياسية للحركة (في الضفة الغربية) وبعض الشخصيات المسؤولة عن اعادة بناء البنى التحتية والاجتماعية للحركة”.
وفي الولايات المتحدة عرضت وزارة الخارجية الاميركية تقديم “المساعدة من اجل العثور على الفتية المخطوفين في اسرع وقت ممكن”، مشيرة الى ان وزير الخارجية جون كيري تحادث مع نتنياهو عبر الهاتف.
وفي نيويورك تظاهر نحو 200 شخص امام القنصلية الاسرائيلية دعما لعودة الفتية المخطوفين.