الشتاء يقترب والأجواء في إسرائيل ستكون باردة، لكن الأجواء في البرلمان الإسرائيلي ستكون حارة ومرتفعة أكثر من المعتاد. ستبدأ اليوم الدورة الثانية للكنيست الـ 19، دورة الشتاء، وبعد خطابات رئيس الدولة شمعون بيريس، ورئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، سيضطر الائتلاف إلى خوض معركة بقاء في مواجهة تشريعات مثيرة للجدل في إسرائيل، إضافة ربما إلى قرارات حاسمة سياسيًا.
على جدول أعمال الدورة الشتوية للكنيست التي ستبدأ بعد ظهر اليوم، هناك العديد من المواضيع التي سيحتاج الائتلاف الحكومي إلى التعامل معها، ومن بينها: مصير المفاوضات السياسية الدائرة مع الفلسطينيين، قرار المحكمة في قضية عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان بالإضافة إلى سلسلة من التشريعات القانونية التي هي محط خلاف، والذي يشكّل كل منها لغمًا سياسيًا.
وبعد انتهاء كلمة رئيس الوزراء، ستلقي زعيمة المعارضة عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش كلمتها، والأوضاع في المعارضة ليست بالسهلة أو الهادئة، ففي حزب العمل هناك صراعات داخلية صعبة للغاية، وفي حركة “شاس” بدأت صراعات معركة الوراثة في أعقاب وفاة الحاخام عوفاديا يوسف.
وحاول رئيس الائتلاف، عضو الكنيست يريف لفين، رسم ملامح المخاطر التي يمكن أن تؤدي إلى زعزعة ائتلاف نتنياهو قائلا: “كلما استمرت وتواصلت المفاوضات مع الفلسطينيين، والساحة الحزبية في إسرائيل لم تضطر إلى التعامل مع قرارات ومسائل صعبة تتعلق بتنازلات، فإن ائتلاف نتنياهو يمكن أن يواصل طريقه دون صعوبات، ولكن في حال تم الوصول إلى مرحلة تحتاج إلى اتخاذ قرارات مؤلمة وصعبة فإن الصورة قد تتغير كليًا، وقد نواجه جميعًا حالة من “الصدمات””. أقوال لفين جاءت خلال لقاء أجراه معه موقع NRG الإخباري الإسرائيلي.
ويعتقد رئيس كتلة “هناك مستقبل” النيابية، عضو الكنيست عوفر شلح، وهي أكبر الكتل المشاركة في ائتلاف نتنياهو، أيضًا أن الموضوع السياسي مع الفلسطينيين سيتصدر قائمة اهتمامات الكنيست في دورتها الجديدة. وأضاف في لقاء مع نفس الموقع الإخباري، أن حزب “هناك مستقبل” يدعم أي خطوة تهدف إلى الاستمرار في المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق. وتوقع شلح العديد من الاختبارات والتقلبات في طريق الائتلاف، لكنه اعترف بصعوبة التنبؤ من الآن حول كيف ستتطور مثل تلك التقلبات وعما إذا كان هناك تغيير، سيطرأ على تشكيلة الائتلاف.
يجب الإشارة إلى أن الائتلاف الذي قام نتنياهو بتشكيله مليء بالتناقضات، فمن جهة هناك أحزاب توجهها نحو اليسار وأخرى توجهها نحو اليمين، أحزاب أكثر علمانية كحزب “هناك مستقبل” وأخرى أكثر تدينًا مثل حزب “البيت اليهودي”. ومن بين مشاريع القوانين المقترحة التي يمكن أن تؤدي إلى إحداث حالة انشقاق داخل الائتلاف، هناك قانون الحكم، وقانون المساواة في تحمل الأعباء، وقانون الاستفتاء الشعبي، وتنظيم قضية أراضي البدو في النقب، وقانون الزواج المدني الذي يدفع حزب “هناك مستقبل” نحو إقراره، بالإضافة إلى قانون يسمح بتشغيل محدود للمواصلات العامة أيام السبت.
وستشغل الكنيست أيضًا مسألة انتخاب الرئيس العاشر لدولة إسرائيل مكان الرئيس الحالي شمعون بيريس، الذي ينهي مهام عمله في شهر أيار القادم، فترى جهات مطلعة على العمل البرلماني الإسرائيلي أن حملة ترشيح المرشحين لتولي هذا المنصب ستتعاظم تعاظمًا كبيرًا خلال الدورة الجديدة للكنيست. ومن بين الأسماء المرشحة لتولي منصب رئيس الدولة، عضو الكنيست رؤوفين ريفلين، عضو الكنيست بنيامين بن إليعازر، ورئيسة الكنيست السابقة داليه ايتسك. ولم يعلن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حتى الآن عن مرشحه لهذا المنصب، ومن غير المستبعد أن تظهر المزيد من الأسماء المرشحة لتولي هذا المنصب خلال الدورة الجديدة للكنيست.
وموضوع آخر يتصل بالكنيست، فإن البرلمان الإسرائيلي يبحث عن مكاتب للدعاية والتصميم من أجل ابتكار شعار جديد للكنيست بما في ذلك المواد الدعائية كالبطاقات الشخصية، وأوراق الرسائل، وأيضًا تصميم الموقع الإلكتروني وتطبيق خاص بالهاتف المحمول. وتوجّهت الكنيست لكليات التصميم الجرافيكي في جميع أنحاء البلاد، وعرضت على الطلاب الذين يتعلمون فيها المشاركة في مسابقة وعرض تصميماتهم. كما ستعمل الكنيست على نشر إعلانات في الصحف لضمان المساواة الكاملة والشفافية.