طيلة أسابيع، خطط يحيى السنوار لهذا اليوم، الذي يُفترض أن يكون ذروة حملة “مسيرة العودة الكبرى”. في البداية، كان يفترض أن يحدث هذا اليوم في يوم النكبة الذي يحل غدا، 15 أيار، ولكن القرار الإسرائيلي – الأمريكي غير الذكي، لإجراء مراسم تدشين السفارة الأمريكية اليوم الاثنين، تاريخ 14 أيار، قبل يوم من يوم النكبة، تحول إلى فرصة استثنائية لدى حماس.
أهداف السنوار واضحة: الإضرار بالاحتفالات الإسرائيلية، إرباك الأمريكيين، الإشارة إلى العرب الذين لا يحركون ساكنا في ظل قرارت ترامب، وإظهار حماس بصفتها زعيمة النضال ضد إسرائيل، وليس أبو مازن رجل الأقوال لا الأفعال.
بشكل غريب، رغم أن أحد أهم مبررات الفوضى هو الوضع الاقتصادي السيء في غزة، بذلت حماس جهودا كثيرة بهدف “نجاح” التظاهرات. وفق مصادر إسرائيلية، وعدت حماس العائلات بمنحها 100 دولار إذا شاركت في المسيرات. تتبرع إيران بجزء من التمويل، وهذه خطوة مجدية لها، حتى إذا نجحت فقط في إحراج العرب والإدارة الأمريكية في الوقت الحاليّ.
يثبت السنوار الذي نجح قبل بضعة أشهر في الحصول على الثناء لأنه أصبح “سياسيا” و “معتدلا”- أن قدراته الكبيرة لا تكمن في المجال الدبلوماسي. فهو يسعى إلى وقوع عشرات الضحايا من القتلى الفلسطينيين، لأنه إذا تعرض عدد قليل منهم للخطر فلن يحظى باهتمام، وكما يطمح الفلسطينيون إلى رؤية “شاشة تلفزيونية ثنائية” – تظهر في جزء منها الاحتفالات الرسمية في القدس، أما في الجزء الثاني تظهر الفوضى في غزة.
وصف الناطق باسم الجيش، رونين منليس، الأحداث بأنها الأعنف إلى اليوم. يقدّر عدد المشاركين بنحو 40 ألف، وهو أقل من العدد الذي توقعته حماس. رغم ذلك، مستوى العنف خطير واستثنائي إلى حد بعيد. فإذا كانت هناك 5 مواقع مواجهات في القطاع في السابق، أصبح هناك اليوم 12 موقعا. بالإضافة إلى ذلك، قال المتحدث باسم الجيش إن هناك الكثير من النساء اللواتي يشاركن في مقدمة المظاهرات، ويبدو ذلك بهدف تجنب إضرار الجيش بالفلسطينيين.
يهدف الفلسطينيون إلى اختراق السياج والإضرار بالإسرائيليين. بدأت إسرائيل بإطلاق النيران من الجو ضد قطاع غزة وهي تنوي مواصلة عملها وفق الحاجة. للإجمال، يتوقع في الساعات القريبة أن يستمر التوتر في الحدود بين إسرائيل وغزة.