لو تواجدت هناك حقيقة واحدة جليّة بين الجمهور الإسرائيليّ، فستكون اهتمامَ السياسيّين العامَ الغابر في إسرائيل بإحداث موجة تشريعات ضخمة بقضايا الدين والدولة.
تُحاول إسرائيل، التي تُعتبر دولة ديمُقراطية، أن تُحافظ قدرَ الإمكان على الفصل بين قوانين الدين وقوانين الدولة، لكنها في السنة الأخيرة قد أبدت، في الواقع، نشاطا في الكنيست من أجل فرض تقييدات دينيّة أكبر على مجالات الحياة وقوانين الدولة. ابتداءً بتقييدات على تشغيل المواصلات العامة أيام السبت (الذي يُعتبر يوم العطلة في إسرائيل)، صرامة وتشديد على عملية ونهج تحويل الديانة من الإسلام أو المسيحيّة إلى اليهوديّة، وانتهاءً برقابة صارمة على شرعيّة الأكل داخل المطاعم ومنح الموافقين للشريعة اليهوديّة فقط بإشغال المطاعم (يشمل الطعام الحلال حسب الشريعة اليهوديّة الفصلَ بين الحليب واللحوم ورقابة على تنفيذ ذبح شرعيّ).
أُقيمَ استطلاع باسم “مؤشر الدين والدولة” على يد صحيفة يديعوت أحرونوت لنشر آخر الأخبار على شرف بدء السنة اليهوديّة الجديدة ووجد أنّ “الانقسام في الانتماءات الدينيّة يُشير إلى أنّ جميع قطاعات المجتمع الإسرائيليّ ليست راضية بشكل عام من أنشطة وأعمال الحكومة بما يخصّ القضايا الدينيّة، ومعظم الشعب يُؤيّد فصلَ الدين عن الدولة”.
يكشف الاستطلاع الذي أقيم بين 800 شخص – عينة تُشير إلى عدد السكان اليهود المتزايد في إسرائيل (الخطأ الأقصى في أخذ العينة يصل إلى 3.5%) – أنّ 61% يعتقدون بأنّ “قانون المساواة بالحمل” (قانون التجنيد الذي يُجبر السكان اليهود المتديّنين على الالتحاق بصفوف جيش الدفاع الإسرائيليّ) لن يُحقّق هدفه المرجوّ – من بينهم 98% من الحاريديين، 76% من المتديّنين، 56% من التقليديّين وَ 53% من العلمانيّين. 39% فقط يثقون بهذا القانون.
في استفهام “أنت راض عن أنشطة الحكومة في مجالات الدين والدولة؟”
أجاب 68% أنّهم يُعارضون المواقف التي أعرب عنها متحدثون من الحاريديين أثناء الحرب مع حماس، حيث أنّه وفقا لهذه المواقف فإنّ تلاميذ المدارس الدينيّة اليهودية لا يشتركون في الحرب لأنّ دراسة التوراة، إلى جانب صلواتهم، تُحافظ على أمن إسرائيل، وعلى الجنود، وتُؤدّي بالتالي إلى معجزات خلال الحرب.
66% من الجمهور الإسرائيلي: يجب الاعتراف بجميع أنماط الزواج
على الرغم من أنّ معظم الجمهور (66%) قد حصل على رغبته – استبعاد الأحزاب الدينية المتشدّدة من الحكومة – إلا أنهم غير راضين من إنجازات الائتلاف بما يخص هذه القضايا. 78% مُصابون بخيبة أمل من الحكومة ذاتها، و74% غير راضين عن يائير لبيد، رئيس حزب “هناك مستقبل”، بشكل شخصيّ.
هل تُؤيّد فصلَ الدين عن الدولة؟
أجاب 61% من ذوي الآراء المُعتبرة أنّهم مع فصل الدين عن الدولة، ويتفق 84% أنّه يجب أن يكون هناك حرية اختيار في دولة إسرائيل وأنْ يتواجد نمط سلوكيات خاص للعلمانيّين وللمتديّنين حسب وجهة نظرهم.
هل تؤيّد تشغيلَ (كامل أو جزئيّ) وسائل المواصلات العامة أيام السبت؟
بالنسبة للمواصلات العامة يوم السبت، فإنّ 45% يُؤيّدون تشغيلها بنطاق جزئي (منهم 49% من العلمانيّين)، 25% مع التشغيل العادي، كما في باقي أيام الأسبوع (45% منهم من العلمانيّين)، و يعتقد 18% أنّه يجب الحفاظ على نفس الوضع القائم (52% منهم متديّنون).
هل تُحافظ على يوم السبت؟
نظرة العالم الدينيّة على مواطني إسرائيل، كما أُعرِبَ عنها بما يخصّ يوم السبت، هي كالتالي: يرى 34% يوم السبت على أنّه يوم راحة وعطلة ذو “جو مميّز” (54% من العلمانيّين)، وبالنسبة لـ 24% فإنّه يوم عاديّ (41% منهم علمانيّون). بالمُقابل، يُحافظ 29% على قدسيّة يوم السبت حسب الشريعة اليهوديّة (100% من المتديّنين والحاريديين) وَ13% يُقيمون الشعائر الخاصة بيوم السبت (35% من العلمانيّين).